خيم الحزن على معظم أبناء وادي النيل بسبب خروج منتخبها من ربع النهائي من بطولة أمم أفريقيا التي تنظمها مصر، لم يتوقع أن يخرج المنتخب المصري من دور الربع النهائي بعد الأداء الممتاز الذي قدمه المنتخب في الدور الأول إذ فاز منتخب مصر في كل مبارياته وهذا الفوز شجعها على أن تقدم مستوى أفضل في الجولة الثانية، ولكن حظ مصر أن وقعت أمام منتخب جنوب أفريقيا، وهو من المنتخبات القوية والتي يرشحها المراقبون للفوز بالبطولة، إن خروج مصر من البطولة لم يتوقعه أحد خاصة وأن المنتخب يضم عدداً من اللاعبين المميزين على رأسهم لاعب (ليفربول) “محمد صلاح” بجانب عدد من المميزين من لاعبي المستديرة في مصر، إن الخروج لم يكن متوقعاً خاصة وأن البطولة نظمتها مصر، فالدولة التي تنظم أي بطولة تحرص بقدر الإمكان أن تحافظ على مستواها ومن ثم الحصول عليها مهما كان، إن الفريق المصري ليس بالسوء الذي يجعله يغادرها من ربع النهائي ربما الحظ لعب دوراً في هذا الخروج.. فالأداء كان رائعاً ولاحت العديد من الفرص، ولكن الهجمات لم يحسن المهاجمون ترجمتها إلى داخل الشباك، لقد حزن الشعب على خروج فريقه وخيم الحزن على الجميع، ونعلم أن الشعب المصري محب لكرة القدم، والفريق المصري من الفرق التي أسست البطولة مع السودان وإثيوبيا، وكان لها الشرف بالفوز بها، ولكن حال المستيرة يوم ليك ويوم عليك، فكثير من الدول التي تعمل على تنظيم مثل تلك البطولات لم يحالفها الحظ بتخطي المرحلة الأولى، ناهيك من الوصول إلى الأدوار النهائية، فمصر لم يحالفها الحظ في الوصول إلى الأدوار المتقدمة ليس بسبب سوء المنتخب ولا اللاعبين ولا المدرب ولكن هي أقدار، إن كثيراً من المشجعين القوا اللائمة في المدرب وضربوا المثل بالمدربين الوطنيين أمثال الراحل “الجوهري” وهناك أفذاذ من لاعبي المنتخبات المصرية الذين احترفوا التدريب فيمكن الاعتماد عليهم في تدريب المنتخب الوطني، ولكن العقدة مازالت مسيطرة على كل الدول العربية فلم يعترفوا بالمدربين الوطنيين فعقدة الأجنبي لم تنفك منهم حتى اللاعبين أحياناً يحملونهم المسؤولية أكثر، بينما اللاعب الأجنبي يقدم له المال وإن لم يستحقه، فما لم نخرج من تلك العقدة فلم ينصلح حال الكرة في المنطقة العربية، إن مصر بها العديد من الخبراء في مجال كرة القدم، ولكن لم تُتَح لهم الفرص، بينما تجدهم بالخارج يؤدون أداءً رائعاً يدهش حتى أهل الوطن العربي.. فـ”محمد صلاح” الآن من أفضل اللاعبين في أوروبا ففاز بالحذاء الذهبي مرتين بل تفوق حتى على اللاعب الأوروبي ـ فلابد أن تعطى الثقة للاعب الوطني والمدرب الوطني فهم الأفضل، فالمال الذي يدفع إلى المدربين الأجانب أولى به أولاد البلد، فإن خرجت مصر من هذه البطولة فلم تكن هذه نهاية المطاف لكرة القدم فقد أحسنت التنظيم وهذا شرف لوحده، وعلى الجهات المسؤولة أن تضع ثقتها في المدربين الوطنيين وأن تعطي اللاعب حقوقه كاملة، ومن ثم تعمل على محاسبته فإن الخروج لا يتحمله اللاعب ولا الإداري ولا المدرب، فالأمر إلهي لأن الهدف الذي ولج شباك المنتخب المصري جاء في الدقائق الأخيرة من عُمر المباراة، وهناك فرص كثيرة ضاعت على المنتخب المصري، فالمنتخب الجنوب أفريقي استفاد من التمريرة التي أدت إلى دخول الكرة الشباك، لكن المنتخب أدى العليه وقدم مباراة كبيرة، فالحظ لم يحالفه، فالوطن العربي بأكمله حزن لهذا الخروج فلم تحزن مصر لوحدها، فالجايات أفضل يا مصر.