انتقد نائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي، في إحدى خطاباته عدم وجود إعلام، وحقيقة الإعلام موجود ولكن المجلس العسكري لا يهتم بالإعلام، كما لم تهتم الإنقاذ من قبل بالإعلام واعتبرته أداةً سالبة، بل الرئيس السابق “عمر البشير” طالب بتقليص الصحف أو دمجها معتبرها معول هدم، وكل الخطط والسياسات التي تضعها الدولة يتم هدمها من قبل الإعلام.. فالمجلس العسكري الانتقالي ومنذ أن تسلم مقاليد الأمور بالبلاد الفترة الماضية لم يدعُ رؤساء التحرير ولا كتاب الأعمدة إلى جلسة مفاكرة بينه وبينهم حتى المؤتمرات الصحفية نسمع بها، إن الإعلام هو الروح التي يتنفس بها الشعب والدولة فأي شيء يخلو من الإعلام لا فائدة منه، فاحياناً تصرف الدولة ملايين الجنيهات في أعمال من المفترض أن تشرك الإعلام فيها حتى تصل الرسالة إلى الشعب أو تحقيق الهدف المطلوب، لقد علا صوت الحُرية والتغيير الفترة الماضية أكثر من صوت المجلس العسكري، فالسبب أن إعلام الحُرية والتغيير كان الأعلى فتوفرت له الآلية التي تخدم خطه، بينما الفريق “الكباشي” إذا همَّ بعقد مؤتمر صحفي تجده أقامه على عجل والحصَّل حصَّل والما حصَّل يأخذ من الآخرين حتى الإعلام الداخلي مقارنة بالخارجي نجده ضعيف جداً فإذا نظرنا إلى قنوات مثل (العربية والحدث وقناة الجزيرة) مقارنة مع الفضائية السودانية أو بقية القنوات الأخرى نجد حظ القنوات الخارجية أكبر في التغطية ونشر الأخبار بل حولت تلك القنوات العربية والحدث الرأي العام السوداني إلى متلقي لها أكثر من القنوات الداخلية، فسياسات تلك القنوات واضحة مهما قيل عنها أن كانت تخدم مصالح آخرين أو غيرهم ولكن في النهاية تقدم خدمة ممتازة للمتلقي سوداني أو عربي أو أي جنسية أخرى، فالمرحلة القادمة المجلس العسكري الانتقالي محتاج إلى إستراتيجية إعلامية واضحة تخدم خطة الإعلامي في ظل التكالب والصراعات الآن، فالفريق “حميدتي” نائب رئيس المجلس الانتقالي، له بُعد نظر للمرحلة القادمة، وهذا يتطلب الانفتاح على الإعلام بأشكاله المختلفة الموالي والمعارض، فالفريق “حميدتي” الآن أصبح يفهم في السياسة أكثر، وظل يتعامل مع الأمور بمنظار المصلحة الوطنية، ومن حقه كسوداني أن يحكم كما الآخرين الذين يتكالبون على الحُكم، ولابد أن يكون له إعلام يعكس كل الأعمال والمشاريع التي يقوم بها فالآن وكما علمنا له من الأعمال والمشاريع الخدمية الكبيرة في كثير من ولايات السودان المختلفة فمحتاجة إلى إضاءة وإلى إعلام يسلط عليه الضوء أكثر، الإعلام مهم للمجلس ولنائب الرئيس الفترة القادمة حتى يعرف المواطن الإنجازات التي تمت أو سوف تتم، الآن هناك إجراءات تتم في السر من أجل إعادة كل الخراب الذي تم ما قبل فض الاعتصام مثل إزالة (الانتر لوك) من الطرقات أو إزالة الحواجز مع نظافة الشوارع ووضعت خطة لذلك تتعاون فيها المحليات وقوات الدعم السريع لتعكس الوجه المشرق لها بدلاً من الصورة المشوهة التي رسمت لها من قبل المواطنين بعد فض الاعتصام، فهذا العمل الذي يجري في تنفيذه إذا لم يشرك الإعلام فيه فكأنما المجلس أو المحليات تحرث في البحر.. فلابد من وجود الإعلام لإكمال الصورة التي افتقدها نائب رئيس المجلس الفريق “حميدتي” فالإعلام مهم سعادة الفريق فلابد من جلسات مؤانسة معه لتأخذ وتدي معه.