ولنا رأي

هذا لا يشبه شيم السودانيين!!

صلاح حبيب

تعرضت مجموعة من أعضاء المؤتمر الشعبي إلى الضرب داخل صالة قرطبة التي عقدت فيها قيادات المؤتمر الشعبي لقاء يتعلق بالحزب. إن المحاولة التي استهدفت تلك القيادات تعدّ سلوكاً لا يشبه السودانيين وليس من شيمنا أن يصل بنا الخلاف والاختلاف إلى استخدام العنف وضرب الأبرياء وكبار السن من قادتنا. حتى الآن لم يعرف أحد من الذي قام بهذا العمل المشين، ومن الذي دفع أو حرّض الشباب على استخدام العنف مع الخصوم، فنحن أمة مهما اختلفنا فلن يصل بنا الاختلاف إلى استخدام الأيدي أو (العصي) أو السيخ لتصفية الحسابات. إن من قام بهذا العمل بالتأكيد له مأرب في ذلك، خاصة وأن الثورة التي قادها الشباب واستمرت لأربعة أشهر دون أن تراق فيها الدماء أو استخدام العنف من أولئك الشباب، ولكن من قام بذلك الفعل المشين أمس الأول بالتأكيد له مصلحة في ذلك، وحتى المؤتمر الشعبي الذي تعرض إلى الضرب لم يفصح عن تلك الجهة التي قامت بالاعتداء عليه. إن أسلوب العنف مرفوض من الجميع ومن له مظلمة، فعليه أن يذهب إلى القضاء لأخذ حقه، أما أن يستخدم العنف فهذا سوف يقود إلى العنف المضاد وبذلك نفقد هيبة الدولة ويصبح القانون في أيدي الأشخاص وكل متضرر من الآخر يأخذ حقه بيده، وبهذا نكون قد لجأنا إلى شريعة الغاب واستخدمنا تلك الشريعة بدلاً عن القانون الذي ينظم حركة الناس. وحتى لا تنفلت الأمور من الأيدي لابد أن تتدخل الدولة لمنع مثل تلك التفلتات، خاصة وأن هناك غبناً بين الأطراف المتصارعة.. فإن لم نوقفها في حدّها فإننا سنواجه كل يوم حالة من مثل تلك الحالات المتفلتة. إن ثورة الشباب التي انطلقت في ديسمبر الماضي وبدأت سلمية واستمرت كذلك حتى نهايتها، لابد أن تتواصل سلمية إلى أن يتم تشكيل مجلس السيادة والحكومة المدنية بُغية تحقيق الأمن والاستقرار. ومن الآن وحتى التشكيل لابد أن نفوّت الفرصة على كل متربّص بالبلاد، وبهذا التحول فنحن في أمسّ الحاجة إلى استقرار البلاد حتى يتجه الجميع إلى الإنتاج، فقد سبقتنا الكثير من الدول وما زلنا في حالة صراع وخلافات أقعدتنا عن ركب التطور، فما نشاهده الآن من تجانس وتناغم من قبل المجلس الانتقالي وقوى التغيير، يؤكد أن حالة الاحتقان التي كانت سائدة في الأيام الماضية ها هي تزول من أجل أن تبحر السفينة بنا إلى المرفأ، فرئيس المجلس الانتقالي الفريق أول ركن “عبد الفتاح البرهان” بدأ في إعادة الأمور إلى نصابها وأكد زهده وزهد مجلسه في الحكم بقوله: (متى ما اتفق المدنيون على تشكيل حكومتهم وحدّدوا فترتهم الانتقالية فليس هنالك خلاف بيننا وبينهم). وهذه لغة تنمّ عن عظمة الرجل الذي تخوف منه الكثيرون الفترة الماضية، فرجل بهذا السلوك وهذه اللغة يؤكد أنه أقدر على قيادة السفينة إلى بر الأمان، وبهذه اللغة فقد انحسرت حالة الشدّ والجذب، بل هدأ الشارع تماماً، وبدأت تعود الأمور إلى طبيعتها فإن استمر الوضع بهذه الطريقة فنكون قد قطعنا نصف المشوار في التحول الجديد حتى نتجاوز الفترة بسلام، وحتى تعود الديمقراطية الرابعة بخيرها وشرّها والحشّاش –آنذاك- يملأ شبكته.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية