.. كل ما نرجوه أن لا تكون هنالك تداعيات للفتنة بعد ما حدث أمس الأول من اعتداء وحشي وغير مسؤول على عضوية شورى حزب المؤتمر الشعبي .. صحيح أن الحادثة كانت كما والكارثة على الوضع السياسي المضطرب الآن والقابل للاشتعال والفوضى في أي وقت إلا أن الجميع لا يتمنون أبداً مغادرة مربع الحكمة والتحلّي بروح المسؤولية إلى حالة الفوضى العارمة التي من شأنها وضعنا جميعاً في مهب الريح و ليست أمام أي أحد الآن صعوبة في أن يرى مآلات مثل هذا الانحراف الخطير على الوضع الأمني للبلاد فنظرة واحدة إلى ما يحدث الآن من اقتتال دموي محزن في عدد من دول الإقليم حولنا كافية ليعي الجميع الدرس، فما حدث في هذه البلدان بدأ بذات الظروف التي نعيشها الآن وبذات المعطيات التي تكاد أن تحتشد الآن لتكمل تفاصيل هذا المشهد الخطير والمزعج لكل فرد من أبناء شعبنا الكريم دونما استثناء لأن انفراط الأمن لن يستثني بتداعياته أحداً.. هذه حقيقة يجب أن يعيها الجميع وفي مثل هذه اللحظات الحرجة التي نعيشها الآن يحتاج الناس للحكماء والعقلاء لمنع حدوث مثل هذه الانزلاقات الخطيرة بنتائجها المدمرة فهل يعقل أن يجتمع بعضهم ليدبر مثل هذا الفعل الخطير على أمنه هو نفسه دونما وعي يمنعه أو عقل يكبحه أو أخلاق تزجره.. والمؤسف أن يأتي هذا الفعل الفتنة في وقت تكاد تصل فيه جميع الأطراف على ساحة الأحداث، إلى حالة من التراضي يتأسس عليها اتفاق نهائي على وضعية المرحلة الانتقالية بمستويات حكمها وقياداتها الحاكمة لها بجانب فترتها الزمنية.. وهو أمر بات حدوثه متوقعاً في أي لحظة إن لم يكن قد حدث بالفعل في هذه اللحظات.. إذاً فعلى الجميع أن يعوا خطورة هذه اللحظات الحرجة ويعملوا على إنجاح هذا التحول المنتظر بسلام وبسلاسة تمهد من بعد لجهد وطني جامع بلا إقصاء ولا تشفي ولا انتقام، وفي هذا يجب أن يعلو صوت جميع القوى السياسية الآن وخاصة قوى الحرية والتغيير وتجمع المهنيين وكافة التنظيمات والأحزاب لتدين وتشجب وعبر بيانات رسمية ما حدث في مؤتمر شوري حزب المؤتمر الشعبي ليؤكدوا للجميع بأن المرحلة هي بالفعل هي مرحلة السلام والحرية والعدالة التي ناضلوا من أجلها وقدموا في سبيلها الغالي والنفيس الذي تعلوه أرواح الشهداء الذين وهبوا أنفسهم و باعوا حياتهم من أجل أن يبلغ هذا الوطن حالة اللا ظلم واللا محسوبية واللا فساد .. حالة العدل والحرية والسلام ..
