ولنا رأي

حتى لو قابل نتنياهو ذاتو!!

صلاح حبيب

انشغلت الأوساط السياسية الأيام الماضية بخبر لقاء مدير جهاز الأمن والمخابرات الوطني الفريق “صلاح عبدالله قوش” ، مدير المخابرات الإسرائيلي في ميونخ وبثّت الخبر قناة الجزيرة فيما نفى الفريق “صلاح” صحة الخبر وقال إنه خبر مفبرك، يتعقد المسؤولون السودانيون من اللقاءات التي يقال إنها تمت مع أحد القادة الإسرائيليين ، فدائماً نقوم بالنفي إن كانت اللقاءات صحيحة أو مفبركة لا أدري لماذا نخجل منها؟ وهل نحن الوحيدون العرب؟ وهل نحن فعلاً لنا علاقة مع دولة الكيان الصهيوني مباشرة؟ أو هل نحن ارتكبنا المحرمات؟ ولماذا تلك الضجة والزوبعة وكأننا أنشأنا علاقة سرية فوق الزوجة الأولى، السودان لم يتنازل عن القضية الفلسطينية ولم يضرب الشعب الفلسطيني ولم يسافر رئيس أو مسؤول سوداني إلى إسرائيل لإجراء مباحثات أو اتفاقيات سرية أو علنية ـ لماذا كل هذا الخوف وهذا الرعب من إسرائيل ـ فالفلسطينيون أهل القضية لهم علاقة معهم ويعملون في وطنهم وينالون المال، واللبس كله من إسرائيل نظير العمل الذي يقومون به فنحن (وين) وبقية العرب (وين) من تلك القضية ألم تكن للدول العربية علاقات مباشرة مع القيادة في إسرائيل؟ ألم يتم التنسيق بينهم ومعظم الدول العربية سراً أو علناً، تقيم علاقات مع إسرائيل فبقيت على السودان وحده؟ وهل محرم علينا أن ننظر إلى مصالحنا كما هو حال العرب الذين ينظرون إلى مصالحهم؟ فأذكر في العام 2000 حينما عقدت دولة قطر مؤتمرها الإسلامي الأول وحضرته العديد من الدول الإسلامية وفي هذا المؤتمر تمت محاصرة رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري “حمد بن جاسم” من قبل الصحف ووسائل الإعلام المختلفة فكان السؤال لماذا تفتح قطر مكتب التجارة الإسرائيلي في قطر؟ فجاء رد السيد الوزير بارداً وكأنه سؤال بسيط أو شيء لا يرقى إلى هذه الدرجة من الاهتمام، فقال إذا كنتم معترضين على هذا المكتب خلاص سوف نغلقه أيام المؤتمر، وبعد انتهاء المؤتمر سنقوم بفتحه. تصوروا هذه دولة عربية يقال إنها تناهض اليهود وإسرائيل ، ووزير خارجيتها يتحدث مثل هذا الحديث بدون مواراة أو إخفاء؛ علناً وجهاراً نهاراً وعبر مؤتمر صحفي سمعه الجميع.. فاليوم يقولون إن مدير جهاز الأمن والمخابرات السوداني التقى على هامش مؤتمر أمني عقد بميونخ مع مدير المخابرات الإسرائيلي فيها أيه لو التقاه فعلاً وليس كذباً، فيها أيه لو عقد معه لقاءً تعلق بالقضية الفلسطينية تفسها، فيها أيه لو التقى بنتنياهو نفسه وجلس معه، وكل الكاميرات صورته ونشرته وسائل الإعلام العربية والغربية، لابد من إزالة تلك الحساسية المفرطة من المسؤولين السودانيين، ومازالت تلاحق الإمام الصادق المهدي إمام الأمة والأنصار لعنة سلام عابر مع أحد المسؤولين الإسرائيليين في أحد المؤتمرات الخارجية ،فكلما بدا خلاف بين التيارات السياسية مع حزب الأمة والأنصار يعاد شريط لقاء الإمام الصادق مع المسؤول الإسرائيلي، فأصبح اللقاء العابر سبة في وجه الإمام الصادق، فحينما بدا الحوار الوطني بقاعة الصادقة طالب أحد أعضاء الحوار بإنشاء علاقة مع إسرائيل فهل تمت معاقبة أو محاسبة هذا الشخص وأعلنها على الملأ؟ وقالها من قبل “مبارك الفاضل” وطالب ببناء علاقة مع إسرائيل، لذا فإن التوتر الذي يجري الآن بفبركة لقاء قوش مع مدير المخابرات الإسرائيلي يجب ألا ينشغل الناس طويلاً ويجب ألا نجعل من الحبة قبة، فمعظم الدول العربية لها علاقات مع إسرائيل (أيش معنا نحن)؟ وهل قال أهل السودان بأنهم تنازلوا عن القضية الفلسطينية؟ يجب ألا نكون ملوكاً أكثر من الملك، فهب التقى الفريق “قوش” بنتنياهو ذاتو شنو يعني، قطر ذاتها ما عندها علاقات مع إسرائيل!.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية