ما وراء قمة سلفاكير و”أبي أحمد” و”أسياس أفورقي بجوبا
هل يؤثرغياب الخرطوم الضامن لاتفاقية سلام جنوب السودان على مخرجاتها...!؟
الخرطوم – فائز عبدالله
لم يتوقع المراقبون والمتابعون لشأن جنوب السودان غياب الضامن الأول الخرطوم عن قمة جوبا التي عقدها رئيس الجنوب “سلفاكير ميارديت” وجمعته مع رئيس الوزراء الإثيوبي “أبي أحمد” والرئيس الإريتري “أسياس أفورقي” وتساءلوا عن الأسباب التي استثنت الرئيس البشير عن القمة .
فمن غير المتوقع غياب الخرطوم عن المشهد الجنوبي ، و أن لا يشارك السودان في جميع المبادرات التي تتعلق بالجنوب بعد إنجاز اتفاقية سلام الجنوب في سبتمبر الماضي ، لاسيما وأن دور الخرطوم في التوافق بين فرقاء الحركة الشعبية في الجنوب كان كبيراً و فعالاً ؛ بعد أن فشل الوسطاء في جمع أطراف الصراع في الجنوب لإبرام اتفاق ناجح ؛ تارة بسبب ارتفاع سقوفات التفاوض ، وأخرى بسبب الشكوك بين حكومة سلفاكير والمجموعات المعارضة.
وتعد زيارة أفورقي أول زيارة رسمية للدولة الوليدة منذ انفصال الجنوب في يوليو من 2011م، وسبقتها زيارة “سلفاكير” أسمرا في أغسطس من العام الماضي، لبحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين والقضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك واتفاقية السلام.
وكشفت حكومة جوبا لـ(المجهر) عن أن القمة التي جمعت رئيس الوزراء الإثيوبي والرئيس الإرتري تناولت أسباب تأخير تنفيذ اتفاقية السلام وغياب الدعم المالي والعقبات التي تواجهها في المرحلة المقبلة بجانب تعزيز العلاقات الثنائية بين (جوبا وأسمرا وأديس أبابا ) . وناقشت القمة عملية التكامل الاقتصادي والسياسي بين الدول الثلاث وقالت جوبا إن غياب الخرطوم والرئيس “البشير” عن القمة غير مرتبط بشيء أو موقف محدد .
وقال وزير الإعلام والناطق الرسمي باسم حكومة جنوب السودان “مايكل مكوي”، إن زيارة الرئيسين الإثيوبي والإريتري إلى جوبا أمس ناقشت الدعم المالي لاتفاقية السلام والعقبات التي أدت لتأخيرها وأضاف لـ(المجهر) أن الرئيسين أكدا دعمهما المالي للجان والآليات التي تم تكوينها لتنفيذ الاتفاق في الجنوب وأشار إلى أن غياب الخرطوم كضامن لا يرتبط بموقف وأن الخرطوم الجزء الرئيس في اتفاقية السلام .
وقال وزير خارجية جنوب السودان “نيال دينق نيال”، أمس (الإثنين)، إن القمة الثلاثية بين رئيس جنوب السودان ورئيس الوزراء الإثيوبي والرئيس الإريتري ، ناقشت سبل تعزيز التكامل الاقتصادي والسياسي بين البلدان الثلاثة.
واختتم الرئيس الإريتري “أسياس أفورقي”، ورئيس الوزراء الإثيوبي “أبي أحمد”، زيارة رسمية استغرقت ساعات لجوبا، حيث عقدا من خلالها اجتماعات مع الرئيس “سلفاكير” بالقصر الرئاسي.
وأوضح “نيال” أن القمة الثلاثية، تطرقت لمسألة تعزيز التكامل الاقتصادي وتنسيق المواقف إقليمياً ودولياً بين جوبا وأسمرا وأديس أبابا، مشيراً لوجود مبادرات لتنفيذ البرامج الإنمائية لربط الدول الثلاث في مجال البنية التحتية والاقتصاد والتعاون المشترك.
وقال إن القمة ناقشت الخطوات المتعلقة بتنفيذ اتفاقية تسوية النزاع المنشطة في جنوب السودان، بجانب إلحاق المجموعات الرافضة للاتفاق بالعملية السلمية.
وقال مستشار سلفاكير للشؤون الأمنية “توت قلواك” في حديثه لـ(المجهر) إن القمة ناقشت الخطوات المتعلقة بتنفيذ اتفاقية تسوية الخلافات بين الأطراف في الجنوب و إلحاق المجموعات الرافضة للاتفاق بالعملية السلمية.
وأضاف أن الخطوة التي دفعت الرئيسين لزيارة جوبا هي تعزيز للعلاقات الثنائية بين هذه الدول التي تتعلق بالجوانب السياسية والاقتصادية والأمنية وغيرها.
و نفى “نيال دينق” تطرق القمة للتطورات السياسية في السودان، و الاحتجاجات الشعبية المناهضة لحكم الرئيس “عمر البشير”.
وأكد “الرئيسان ( أسياس أفورقي وأبي أحمد) عن دعمهما لسلام جنوب السودان والعمل على بدء المشاورات مع المجموعات الرافضة”.
واستبعدت( الإيقاد ) في بيان لها إمكانية التفاوض حول اتفاق السلام المنشط، مع أي مجموعة جديدة وأضافت أن قمة رئيس الوزراء الإثيوبي والرئيس الإريتري “أسياس أفورقي” و”سلفاكير” ستساهم بصورة كبيرة في إعادة الثقة بين الأطراف وتحفز المجموعات التي ترفض الاتفاقية بالعودة إلى السلام ، وقال البيان إن الإيقاد تعترف فقط المجموعات القديمة التي شاركت في منتدى السلام بالخرطوم .
وهددت الكتلة الإقليمية بتصنيف أي مجموعة تقوم بأنشطة معادية لعملية السلام “كمُخربة للسلام”.
وقال مدير الإعلام والعلاقات الخارجية بالمعارضة “فوك بوث” في حديثة لـ(المجهر) إن الزيارة تم التعتيم على حيثياتها ولم يتضح إلى الآن ما تمت مناقشته حول المشهد السياسي واتفاقية السلام وأوضح أن المعارضة كانت تتمنى أن يتم إخطارها بالمشاركة في هذه القمة لأنها جزء من اتفاقية السلام التي وقعت بين الأطراف وأضاف إذا كان الغرض من زيارة الرئيسين هو دعم اتفاقية السلام وإعادة الاستقرار والأمن للمواطنين سيكون إيجابياً في المقام الأول وإذا كانت لا تخدم مصلحة الجنوب فغير مرحّب بها. وأشار إلى أن عدم مشاركة الضامنين والخرطوم التي لها دور إيجابي في الاتفاقية. وقال إن المتضرر الوحيد من الحرب في جنوب هو المواطن الذي فقد منزله وأوضح “فوك” أن العقبات والتحديات التي تواجه الاتفاقية كبيرة ولكنها تتطلب دعم دول الإيقاد والضامنين من أجل تنفيذ الالتزامات وعمل الآليات التي تم تكوينها بغرض تنفيذ الاتفاق. وأضاف إذا لم تتضافر الجهود بين جميع الأطراف، ستفشل الاتفاقية حال انتهت الفترة الزمنية المحددة لتكوين حكومة الفترة ما قبل الانتقالية في الجنوب. وأشار إلى تأهيل وتدريب القوات وقسمة الولايات ودور اللجنة الفنية المختصة بالحدود تواجهها تحديات حقيقية، وطالب الإيقاد بضرورة إشراك جميع الأطراف في الاجتماعات التي تتعلق بالاتفاقية لأنهم جزء منها. وأضاف أن المعارضة اعترضت على عملية خرق الدستور التي قام بها الرئيس “سلفاكير” في الاتفاقية، وأشار إلى أن نهاية الفترة المحددة للاتفاقية تبقى منها شهر وإذا لم يتم تأهيل القوات ومباشرة اللجان المختصة لممارسة أعمالها ستؤثر هذه العوامل على تنفيذ الاتفاقية. وقال “بوث” إن حكومة الجنوب والمسؤولين لم يكشفوا مجريات القمة التي تمت بين الرؤساء الثلاثة.
وأشار إلى أن هناك تدخلاً من دول الإيقاد لحماية اتفاقية السلام عبر زيارات واجتماعات بين أعضاء الإيقاد أنفسهم .وقال إن المستفيد الأول من تنفيذ الاتفاقية الجنوبيون أنفسهم ، وأن وجود الضامنين في الاتفاقية مهم جداً ،وأرجع “فوك” غياب الخرطوم عن قمة جوبا قد يكون بسبب ما يجري في السودان .
وأضاف أن السودان والرئيس “البشير” له دور كبير في تحقيق الاستقرار في الجنوب وإعادة السلام إليه. وقال إن السلام في حاجة لتضافر جميع الأطراف، وقطع بأن القيادات لابد أن تعمل من أجل السلام، وزاد أننا لانستطيع أن نلقي اللوم على الضامنين .
وقال عضو الحركة الوطنية للتغيير “أفو قور أكول” في حديثة لـ(المجهر) إن العلاقات الثنائية بين إثيوبيا وإريتريا، والصومال مع جنوب السودان تتطور بصورة إيجابية خاصة بعد توقيع عملية السلام ووجود الأجواء التي تساعد على تعزيز العلاقات بين هذه الدول وعدم اتفاقية السلام، ووضع خطط اقتصادية لمعالجة الانهيار الاقتصادي الذي يعاني منه الجنوب، واستعادة فتح السفارات والمعابر التجارية بين الدول.
وقال إن “أسياس أفورقي” و”أبي أحمد” أكدا دعمهما لإكمال تنفيذ عملية السلام بين المجموعات الموقعة والمجموعات الرافضة”.