ولنا رأي

مازلنا في محطة كأس 1970

صلاح حبيب

احتفلت الأيام الماضية دولة قطر الشقيقة، بحصولها على كأس آسيا بعد أن تغلبت على كل الفرق التي نازلتها، فأقصت الإمارات والسعودية، وفازت على اليابان، وحصدت كأس البطولة في أكبر تحدٍ وحصار مفروض عليها، فدولة قطر ذات المساحة الصغيرة وعدد سكانها الذين لم يتجاوزوا المليون نسمة فاستطاعوا أن يحققوا ما لم تحققه دولة اليابان بعراقتها ومعطم الدول العربية والآسيوية، أن لاعبي دولة قطر كان لهم هدف واحد وهو تحقيق تلك البطولة، خاصة وأن قطر تم اختيارها لتنظيم كأس العالم 2022 لذا كان التحدي بالنسبة لها كبير، فالاهتمام الذي وجده اللاعبين من إعداد مبكر وتدريب وتغذية كان له الأثر الأكبر في تحقيق تلك البطولة، فإذا نظرنا إلى السودان وهو من الدول التي أسست للبطولة الأفريقية وهي التي علمت العديد من الدول كرة القدم.. ولكن دائماً حينما نجري المقارنات نتحدث فقط عن كأس أفريقيا الذي حصلنا عليه عام 1970 وهذا الكأس ربما لم تكون قطر وقتها تعرف لعبة كرة القدم، فربما قال قائل إن قطر الآن لها من الموارد التي يمكنها أن تؤهل أبنائها بل هي دولة صغيرة ومنصرفاتها قليلة ولها إنتاج من الغاز يفوق إنتاجنا من أي محصول زراعي، صحيح المال هو العنصر الأساسي في تطور ولكن أحيانا المال بدون إرادة لا يفعل شيئا، فالصين دولة غنية ولكن لا حظ لها في كرة القدم، فالإمكانيات المتوفرة في السودان تفوق ما لدى قطر ولكن التوظيف الصحيح هو الذي يأتي بالنتائج السليمة، فاختيار دولة قطر لتنظيم كأس العالم 2022 دون مصر أو المغرب أو تونس أو أي دولة عربية أخرى يدل مدى الاهتمام والجدية التي تتمتع بها دولة قطر فالإرادة هي التي تكسر كل شيء، فقطر الآن مفروض عليها حصار من الدول العربية ولكن رغما عن ذلك استطاعت أن تهزم الكل لأنها كانت تدرك أهمية هذا الكأس بالنسبة لها وإلى أي درجة سوف يساعدها في المرحلة القادمة، فالدولة التي تكلف بتنظيم كأس من الكؤوس أيا كان مستوى المنافسة فيه فلابد أن تكون جادة في صنع منتخب يكون قدر التحدي والقيادة السياسية في الدولة لم تبخل بتوفير كل المعينات التي تساعد أولئك الشباب في تخطي المرحلة بسهولة، صحيح هناك دول كثيرة تم اخنيارها لتنظيم البطولات ولكنها خرجت من الأدوار الأولى أو تحصل على الكأس، ولكن رغم أن كأس العالم 2022 الذي سوف تنظمه قطر لم يتبق له إلا ثلاث سنوات إلا أن قطر قادرة على التحدي ويمكنها أن تقدم شبابا أفضل من الذين حصلوا على كأس آسيا، وهنا دائما نشعر بالتحسر لمنتخباتنا الوطنية أن كانت على مستوى الفرق الكبيرة هلال مريخ أو المنتخب القومي، منحسر بأن تلك الفرق لم تستطع أن تقدم مستويات بعمر السودان الذي نال كأس أفريقيا 1970 وتلك الفترة كان اللاعبون هواة ولم تكن هناك المليارات التي تدفع لهم كما هو الآن، فنحن في حاجة إلى اهتمام يبدأ من الدولة واهتمام باللاعبين وبالتدريب الداخلي والخارجي والاهتمام بالعنصر البشري فكريا وجسديا فكرة القدم هي التي يعشقها الجمهور وهي الصوت الأعلى في معرفة الشعوب فأطفالنا اليوم يعرفون كل صغيرة وكبيرة عن لاعبي كرة القدم في العالم، فلابد أن نتجاوز كأس 1970 ونستعد لتنظيم كأس العالم إن شاء الله أربعين أو بطولة الأمم الأفريقية بعد عدد من السنين التي لا تتعدى أصابع اليد.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية