ولنا رأي

إبليس يتفرج!!

صلاح حبيب

ينسب كل عمل سيء إلى إبليس ويقال إنه هو الذي أوعز إلى الطرف الآخر بإجراء هذا العمل السالب، فإذا قتل شخص آخر وسُئل عن السبب الذي دفعه إلى القتل، يقول والله ما عارف، ولكن الله يلعن إبليس، هو الذي دفعني إلى القتل، وإذا طلق الرجل امرأته وسُئل عن السبب يدخل إبليس في هذا العمل، فلا ندري هل فعليا إبليس هو الذي يقوم بكل تلك الأعمال السيئة أم أن الشخص هو الذي بإرادته قام بهذا الفعل ونسب الفعل إلى إبليس لأنه عاجز عن مواجهة نفسه بحقيقة ما قام به، العالم العربي الآن يموج بالصراعات والخلافات والصدامات بين بعضهم البعض، فها هي اليمن يقتل اليمني بني جلدته بصورة وحشية، حتى الأطفال يجندوا لإشراكهم في تلك المعارك فيقتلوا وترمل النساء ويتباهى الحوثي بأنه قتل من الحكومة كم من الأرواح، وتتباهى الحكومة اليمنية بأنها قتلت ودمرت عددا كبيرا من الحوثيين، وإذا سُئل أحدهم من الذي فعل ذلك ينسب الفعل إلى إبليس اللعين الذي قادهم إلى تلك المعارك، فنحن الآن في حالة من الصراع والخلاف بين السُلطة والمحتجين، وأصبح العداء بين الطرفين كبيرا والغبن يملأ النفوس والقلوب بسبب قتل بعض المحتجين واعتقال الآخرين، وإذا أعدنا السبب الذي دفع أولئك المحتجين إلى التظاهر أو الخروج إلى الشارع ربما لا يكون السبب الأساسي انعدام الخبز أو الوقود أو الكاش بالصرافات، ولكن يعزون السبب إلى إبليس الذي سيطر عليهم ودفعهم إلى الخروج والتظاهر، وإذا سُئلت الأجهزة الأمنية لماذا ضربتم المحتجين؟ فلن تكون إجابتهم بأن السبب أن أوامر قد صدرت إليهم من القيادة العليا، ولكن والله ما عارفين لكن إبليس هو الذي دفعنا إلى ضرب المحتجين، إن كل فعل قبيح أو سيء ينسب إلى إبليس، وإبليس ذاتو واقف يتفرج على أفعال البشر، لقد أعطى المولى عز وجل الإنسان عقلاً يقيس به الأمور، ولكن أحيانا الإنسان يتجرد من هذا العقل ويفعل أفعالا إذا راجع نفسه مرة ثانية فلن يفعلها لأن العقل حينما يغيب يجعله يتصرف تصرفات ينسبها في النهاية إلى إبليس، صحيح إبليس حينما عصا أمر ربه وطرده المولى، قال سأغوينهم إلا عبادك منهم المصلحين، فكل الذي نقوم به من أفعال هي من نسج خيال هذا الإنسان ولا دخل لأي طرف آخر فيها طالما المولى ميزه عن كل المخلوقات.
قالت قيادة القوات المسلحة لن تترك البلاد لشذاذ الآفاق ولن تضيع البلاد والعباد، فالقوات المسلحة هي حامي الوطن وعرينه وهي المعنية بالوقوف إلى جانبه وهي التي تدافع عن سلامة أراضيه وفي حالة الانزلاق هي المعنية بالمخرج، أحد قيادات القوات المسلحة قال لي إن الحديث الذي صدر من تلك القيادات لم يقصد به أولئك الشباب الذين خرجوا في المظاهرات أو الاحتجاجات الأخيرة فهؤلاء هم أبناؤنا ونحن معنيين بالدفاع عنهم، ولكن الحديث الصادر يقصد تلك الفئة الخارجة عن القانون والتي تريد أن تستغل أولئك الشباب وجرهم في تلك المعارك التي تستهدف البلاد، قال لي نحن لا نسيء إلى فلذات أكبادنا ولكن نعني الذين يحاولون أن يجروا البلاد في معارك لمصلحة أطراف أخرى وهؤلاء لن نتركهم وسنتصدى لهم بكل ما أوتينا من قوة.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية