ولنا رأي

ما مصير العام الدراسي!!

صلاح حبيب

يدخل الأسبوع الثالث على إغلاق المدارس بولاية الخرطوم وعدد من ولايات السودان المختلفة بسبب المظاهرات والاحتجاجات التي أشعلتها الحالة الاقتصادية وندرة الخبز والمواد البترولية والسيولة النقدية، فالعام الدراسي الذي كاد أن ينقضي، ها هم التلاميذ يقبعون في منازلهم ولم يتبق على العطلة النهائية إلا شهران ويدخل التلاميذ في الإجازة السنوية، ووزارة التربية والتعليم التي أصدرت قرار إغلاق المدارس ربما تخضع العملية يوم غدٍ (الأحد) إلى التأجيل مرة أخرى أو اتخاذ قرار آخر بفتح المدارس للفصول النهائية الصف الثامن الأساس والصف الثالث الثانوي، باعتبار أن تلاميذ الصف الثامن في المرحلة النهائية لدخول الثانوي ، والمرحلة النهائية لطلاب الصف الثالث لدخول المرحلة الجامعية، وأي تأخير سيؤثر عليهما، أما بقية الفصول الأخرى فيمكن أن تعوض بزيادة فترة أخرى للتحصيل ومن ثم الامتحانات ، أما طلاب المرحلة الجامعية فوزارة التعليم العالي شكلت لجنة لدراسة الموقف بغية اتخاذ القرار المناسب إما بفتحها تدريجياً أو الانتظار حتى انجلاء الموقف الاحتجاجي.
إن العملية التعليمية تحتاج أصلاً إلى دراسة متأنية خاصة وأن معظم مدارس الولاية تتعرض كل عام إلى التأجيل بسبب السيول والأمطار، بالإضافة إلى الدورة المدرسية التي تأخذ جزءاً من زمن التحصيل، لذا فإن العام الدراسي الذي يتأثر حالياً بالاضطرابات الاحتجاجية يتطلب قدراً من التأني في اتخاذ القرار المناسب ،فوزارة التربية إذا أصدرت قرارها بفتح المدارس في هذه الظروف تكون قد زادت من اشتعال الموقف، بل ربما عرضت التلاميذ إلى الموت، ونحن نعلم أن هناك من يستغلون التلاميذ في دخول المظاهرات وهذا يجعلهم عرضة للموت إذا أصدرت الجهات الرسمية أو الأمنية قراراً بضرب كل من يشارك في المظاهرات، الموقف يحتاج إلى جلوس الجهات المعنية في وزارة التربية والتعليم وفي التعليم العالي مع الأجهزة الأمنية والشرطية لتقييم الموقف تماماً إن كانت الأحوال تسمح بفتح المدارس في الوقت الراهن، خاصة إذا انتفت الظروف التي خرجت الجماهير من أجلها إلى الشارع، بمعنى أن توفر الدولة الخبز وتعيده إلى ما كان عليه الموقف قبل الاحتجاجات، أو بعد أن التزمت وزارة المالية لأصحاب المطاحن برفع سعر الدعم لجوال الدقيق من(350)جنيهاً إلى ستمائة جنيه، وبذلك تصبح الاحتجاجات بندرة الخبز قد انتفت تماماً ،أما ما يتعلق بالوقود فلابد أن تتحرك الدولة بأسرع ما يمكن لتوفير الجازولين إلى محطات الخدمة بنفس القدر الذي توفر به البنزين، بالإضافة إلى زيادة السيولة بالصرافات ، فإن نجحت الدولة خلال الأيام القادمة في توفير معظم تلك الخدمات تصبح المظاهرات لا معنى لها بعد ذلك، ومن حق وزارة التربية والتعليم العالي أن تصدرا قراراً بفتح المدارس والجامعات، لأن المظاهرات التي خرجت قبل ثلاثة أسابيع، كانت الأزمة الاقتصادية ونقص الخبز وندرة الوقود هي السبب الأساسي في خروج المتظاهرين، الوضع حالياً بدأ يعود إلى شكله الطبيعي إلا إذا كانت هناك محاولات أخرى لخروج المتظاهرين إلى الشارع خلال اليوم أو الغد أو بعده، ولكن جمعة الغضب التي دعت لها الجهات التي نظمت التظاهرات السابقة لم يكن هناك أي نوع من الاحتجاجات أو مظاهرات إلا بمسجد السيد “عبد الرحمن المهدي” بودنوباوي، الذي أصبح المتظاهرون يضعونه كرمز للتظاهر أو التجمع ، خاصة وأن الإمام “الصادق المهدي” إمام الأمة والأنصار يؤدي فيه صلاة الجمعة كل أسبوع، لكن عدا ذلك لم تخرج المساجد كما توقع لها البعض.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية