ولنا رأي

لماذا نخجل عن إعلان النجاحات؟!

يتوارى السوداني خجلاً ولا يحب أن يعلن عن نفسه ولا عن الإنجاز الذي حققه ولو أعلنه يعلنه بهمس وكأنما ارتكب جريمة، والمواطن السوداني مرغوب في سوق العمل الخارجي لما لديه من إمكانيات وقدرات هائلة في المجال الذي يعمل فيه، وقد شهدنا سودانيين الآن موجودين بأيرلندا وبريطانيا وبالمملكة العربية السعودية وقد وضعوا لأنفسهم مكانة في العالم في كل مجال يدخلونه، ولم يكن التميز فقط في مجال الطب فقد شهدنا عدداً من المهندسين السودانيين قد حققوا إنجازات كبيرة فيخجلون أن يذهبوا إلى أجهزة الإعلام بالدول التي يتواجدون فيها والسبب ببساطة أن السوداني يعتقد أنه إذا أعلن عن نفسه كأنما ارتكب جريمة، ولكن العالم كله يسير بالإعلام وبالإعلان، فبساطة السوداني حتى ولو كان عالماً تجعله يتوارى خجلاً ولا يكشف عن نفسه، ونذكر أن طبيباً سودانياً من أشهر أطباء العظام كان يعمل بالمملكة العربية السعودية كان بسيطاً في تعامله ولكنه شاذ في مجاله، فعُرض عليه أحد الأمراء لإجراء عملية جراحية وقيل عندما أدخل الأمير رفض الأمير إجراء العملية بالمملكة السعودية ونقل إلى إحدى مستشفيات لندن، وكان المستشفى متعاقداً مع الطبيب السوداني فطلب المستشفى حضور الطبيب وعندما ذهب وجد الأمير فقال له السوداني يا أمير ما كان أفضل نعملها ليك بالسعودية. وفي دولة قطر الشقيقة كان الدكتور السوداني “الفاتح المك” يعمل بمستشفى “حمد” ومن المتخصصين النادرين في جراحات العظام وعلى الأخص (الديسك) كان كبار المسؤولين في الدولة يشرف على علاجهم بمنازلهم، ورغم شهرته ولكن أيضاً يتوارى خجلاً ولا يحب أن يعلن عن نفسه ولم نسمع يوماً أنه قد ذهب بنفسه إلى مؤسسة إعلامية أو فضائية أو جاءته الفضائية يتحدث لها عن مجاله النادر، وفي دولة قطر اليوم يوجد الدكتور “بدر الدين إبراهيم” وهو من أبرز اختصاصي النساء والتوليد وبعد النجاحات التي حققها منحته دولة قطر امتيازاً خاصاً لم تعطه للوطنيين بمنحه مستوصفاً خاصاً يُعد الأكبر في المجال الطبي، وهو كذلك يتوارى ولم يعلن عن نفسه عندما أعلنت منظمة غايات للسلام قائمة الصحف المتفوقة في هذا العام فكانت (المجهر) من الحائزين على جائزتي أفضل إخراج صحفي وأفضل التحقيقات الصحفية، فخجلنا أن نبرزه رغم أنه جهد كبير لكل القائمين على الصحيفة، كان ينبغي أن نحتفل به بالصورة اللائقة كما تعمل بعض الصحف، ففي بادي الأمر أوردناه كخبر صغير بالصفحة الأولى وعندما احتلت الصحيفة المركز الثالث من حيث الإعلان لم نورده كخبر ولم نحتفل به، وهذه أيضاً من عيوبنا، ونتقدم بالشكر الجزيل لكل الذين اتصلوا بنا مهنئين بهذا الإنجاز والتفوق ونذكر الدكتور “جلال محمد أحمد” الأمين العام للمفوضية القومية للانتخابات ولكل أعضاء المفوضية من رئيسها البروفيسور “عبد الله أحمد عبد الله” ونائبه “مختار الأصم” وكل الأعضاء والعاملين الذين كان لهم قصب السبق في التهنئة.
والقرآن الكريم يقول في بعض آياته (وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ) والتحدث بالتفوق والإنجاز ليس عيب.
أذكر عندما حصلت على جوائز من المجلس القومي للصحافة والمطبوعات في أعوام 1996 وتقريباً 1999 في أفضل حوارات صحفية، لم أخبر حتى أسرتي بتلك الجائزة وهي قيمة مادية ومعنوية، وفي الصحيفة عندما علم الأستاذ “الكرنكي” حصولي على الجائزة ولم يجد خبراً عنها هاج في سكرتارية التحرير التي لم تهتم بنشر الخبر بل قال لهم زميلكم هذا جاء بأفضل جائزة شرفكم بها وشرف صحيفتكم أتبخلون عليه بخبر، هكذا نحن نتوارى خجلاً عن نجاحاتنا وإن أعلناها نعلنها أيضاً على استحياء وخجل.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية