قطر في عيدها الوطني!!
تحتفل دولة قطر الشقيقة اليوم بذكرى اليوم الوطني لتولي مؤسسها الشيخ “جاسم بن محمد بن ثاني” حاكم البلاد، وتتجدد الذكرى سنوياً وتسترجع الماضي وتستشرق المستقبل.. والناظر إلى دولة قطر يجدها قد خطت خطوات متقدمة في النهضة والبناء والإعمار والتعمير، وعلى الرغم من قلة مساحتها وقلة عدد سكانها لكنها احتلت موقعاً متقدماً بين الأمم خاصة ودول آسيا، فقد استطاعت وبفضل قياداتها الرشيدة الممثلة في الشيخ “حمد بن خليفة” أمير قطر وولي العهد ووزير الخارجية وكل الطاقم الحكومي، استطاعوا أن ينهضوا بالدولة ويجعلوها في المقدمة، وإذا كانت دولة الإمارات وعلى رأسها دبي باعتبارها أوروبا العرب، فإن قطر تأتي في المركز الثاني من حيث النهضة والبناء والتقدم، فقد استطاعت وفي فترة زمنية وجيزة أن تسحب البساط من تحت أرجل دول عربية كثيرة وعريقة، وذلك بفضل الحكم والسعي نحو الريادة والقيادة والعمل الدؤوب، واضعين نصب أعينهم مصلحة الأمة والشعب والوطن ولا شيء يعلو فوق ذلك.
لقد وضعت قيادة قطر برنامجاً طموحاً وإستراتيجية تعمل بها من أجل أن يكون لقطر دور مهم في المنطقة.. وها هي قطر تعمل ولا تخشى أحداً، استطاعت من خلال قناة فضائية تسمى (الجزيرة) أن تسحر العالم بما تقدمه من مادة إعلامية وتغطية حاضرة في المناطق الساخنة، لا يخيفها الباطشون من الحكام، وقد شهدنا كيف تمكنت من تقديم صورة حية للربيع العربي من تونس حتى خلع الشعب نظامه الفاسد وأجبره على مغادرة البلاد، كما نقلت صوراً حية من اليمن ومن ثم مصر التي وقف رئيسها السابق “حسني مبارك” ضد مراسليها، ولكنها كانت تنقل الحدث لحظة بلحظة إلى أن غادر الرئيس “مبارك” سدة الحكم.. وها هي تواصل دورها الإعلامي الحر من تلك الدولة الفتية ولولا إيمان قيادتها بحرية الإعلام لما استطاعت أن تقدم عملاً إعلامياً متقدماً قل أن نجده في فضائية من فضائيات الوطن العربي.. لقد استطاعت قطر من خلال تلك الفضائية أن تجعل لنفسها مكانة كبيرة وسط الأمة.
أن دولة قطر وهي تحتفل بعيدها الوطني اليوم، نعلم مدى الحب والتقدير الذي تكنه للشعب والحكومة السودانية، فقد استطاعت أن تجذب رؤوس الأموال للاستثمار داخل السودان ليس بولاية الخرطوم ولكن تعدت ذلك إلى ولايات السودان المختلفة في مجالات متعددة، ورغم تدفق الاستثمارات القطرية في السودان لكنه يطمع أن تزيد مساحة الدعم والمساندة في مجالات متعددة، نحن وهم أحوج إليها، من أجل رفاهية الشعبين، خاصة وأن أبواب الاستثمارات متعددة وليست محصورة في الجانب الزراعي، وبالإمكان أن تدخل قطر في استثمارات صناعية أو في مجال التعدين، وقد فتح المولى على هذا الشعب باباً جديداً من الرزق في هذا المجال بإمكانها أن تلجه من خلال الدعم المالي، ولا أظن أن قيادتها ستبخل بذلك وقد خبرت المواطن السوداني الذي ساهم في النهضة القطرية خلال فترة السبعينيات والثمانينات، وما زالت الأيادي السودانية تقدم بلا منّ أو أذى وتحفظ قطر للمواطن وللشعب السوداني هذا الصنيع الجميل، وما زالت العلاقات الحميمة بين قيادات الشعبين مستمرة وما زال الود متواصلاً.
لقد تعرفنا على هذه الدولة وعلى شعبها الوفي من خلالها سفيرها السابق “علي بن حسن الحمادي” رئيس السلك الدبلوماسي الذي انفتح على الشعب السوداني بكل فئاته من أعلى المستويات وحتى أدانها.. كان مشاركاً في كل اللقاءات والاحتفالات.. تميز بالبساطة واللطف وطيب المعشر.. لقد ظل لثمان سنوات، وكسب علاقات اجتماعية له ولحكومة وشعب قطر، لذا خشينا على السفير “راشد النعيمي” سفير قطر بالخرطوم الذي جاء بعد “الحمادي” الذي كسب حب الشعب من خلال عمله المتواصل، ولا نشك في قدرة “النعيمي” على مواصلة الدور الذي قام به “الحمادي” وما زال في البدايات.. فله ولحكومة وشعب قطر أجمل التهاني بمناسبة العيد الوطني.. سائلين المولى أن تنعم قطر بالأمن والاستقرار والنهضة والرفعة.. وكل عام وأنتم بخير.