ظل الأديب الراحل “الطيب صالح” ميتاً وحياً في وجدان الأمة العربية ومازالت كتبه التي أوصلته إلى العالمية (موسم الهجرة إلى الشمال وعرس الزين ومريود ودومة ود حامد ومنسي) مازالت تترجم إلى اللغات العالمية الإنجليزية والفرنسية وغيرها من اللغات الأخرى. مساء أمس الأول أقيمت بمنزل السفير السعودي “علي بن حسن جعفر” محاضرة أو ندوة عن أدب “الطيب صالح” والتي شرفها عدد من أعضاء مجلس شورى المملكة العربية السعودية وأدباء وشعراء من السودان من بينهم وزير الثقافة والإعلام الأستاذ “مصطفى محمود”، ووزير الثقافة الولائي الأستاذ “الهادي حسن عبد الجليل”، والأديب “محمد المهدي البشرى”، والسفير “خالد موسى”، وآخرين من المهتمين بأدب “الطيب صالح”.
في بداية المحاضرة أو الندوة رحب سعادة سفير المملكة العربية السعودية “علي بن حسن جعفر” بالحضور الكريم وتحدث عن العلاقات الثقافية بين السودان والمملكة، كما تحدث حديثاً مستفيضاً عن الراحل الأديب “الطيب صالح” وكتبه التي ترجمت إلى أكثر من ثلاثين لغة، كما تحدث عن جسور الروابط بين الشعبين، ومن ثم تحدث الأستاذ “عبد الله بن ثاني” عن الأديب “الطيب صالح”، وجاء عنوان المحاضرة بعنوان (نبل الطيب صالح)، وسرد في تلك المحاضرة كيف جاء ارتباطه بالأديب الراحل “الطيب صالح” إن كان في المملكة العربية السعودية بالمنطقة التي نشأ وترعرع بها محدثنا أو في لندن التي ذهب إليها بعد أن أكمل دراساته الجامعية بها، أو في باريس التي ذهب إليها وهو في مجال السلك الدبلوماسي، كما تحدث عن شعره وارتباطه بالشاعر العربي “ذو الرمة” ..وكيف حفظ أديبنا أشعاره.. وكيف كان يستشهد بها بجانب علاقته بالمتنبي ، لقد تحدث الأديب “عبد الله” حديثاً طيباً عن راحلنا “الطيب صالح” مما يؤكد أن “الطيب صالح” لم يكن أديباً سودانياً محلياً، بل كان عالمياً ،فقد اهتم به الأدباء والشعراء بالمنطقة العربية ، إن السرد الأدبي السلس الذي ساقه مقدم المحاضرة الأستاذ “عبد الله” عن الأديب “الطيب صالح” جعل الكثيرين من الحاضرين وكأنهم لأول مرة يسمعون ما قاله محدثنا عن هذا العملاق الذي جعل للسودان اسماً منحوتاً في السجل الأدبي الخالد بالعالم ، ولم تكن المحاضرة هي الوحيدة التي استمع إليها الحضور بل تخللتها المداخلات من جانب الأدباء السودانيين والسعوديين مثل الأستاذ “عساف” الذي تحدث حديثاً رائعاً عن أديبنا الطيب، ومن ثم تحدث الدكتور “عبد الله حمدنا الله” الذي يعد من الأدباء السودانيين القلائل المهتمين بأدب “الطيب صالح” بل كانت له جولات وصولات معه في كثير من كتبه والتي تشرف أن يكتب مقدمة لكتاب عن الراحل ألفه أحد السودانيين، كما تحدث الأديب “مجذوب عيدروس” بنفس الألق والإبداع الذي ظل يكتب به عن الملفات الثقافية، وكيف كانت بداياته مع كتب الراحل “الطيب صالح”.. كما تحدث مدير مركز “عبد الكريم ميرغني” الثقافي، وكيف أودع مبلغ الجائزة التي نالها الراحل “الطيب صالح” لتكون بداية لعمل ثقافي يقوم به المركز، كما تحدث السيد “عبد الله الحسين” أحد أفراد أسرة الراحل عن نشأة الراحل بمنطقة الدبة خاصة قرية كرمكول التي ولد وترعرع بها، وتحدث عن أخوانه وأخواته وبقية الأسرة. إن الليلة التي أقامها السيد السفير لأديبنا الراحل “الطيب صالح” بمنزله تؤكد عمق الصلات بين البلدين الشقيقين ومدى اهتمام المملكة السعودية وشعبها بهذا الأديب الذي عرفوه عن قرب ، إن كان على مستواه الشخصي أو من خلال مؤلفاته التي مازالت في وجدان الأمة.