رأي

رسالة لوزير الدفاع .. نحن نريد السلام

بقلم : كندة غبوش الإمام

عند سقوط راية استقلال السودان الأول في معركة كرري بأم درمان خاضت جبال النوبة من قلاعها الطبيعية الحصيفة معارك المقاومة الوطنية ضد الاحتلال الأجنبي وظلت ثائرة عبر ثورات أبنائها ولم تستسلم قرابة ثلاثين عاماً ولم تتمكن الإدارة البريطانية والمصرية من السيطرة النهائية على جبال النوبة إلا في عام 1929م، حيث قمعت قادة المقاومة الثائرة بشراسة، وعلى رأسهم الشهيد السلطان “عجبنا” وعاقبت الإدارة البريطانية جبال النوبة التي ثارت ضدها لواحد وثلاثين عاماً متصلة بوضعها في تهميش تام ومحكم وفقاً لقانون المناطق المقفولة الذي استنته الحكومة البريطانية عقاباً لثوار جبال النوبة، الذين قدموا آنذاك أرتالاً من الشهداء وضحوا بحياتهم الغالية وبدمائهم الطاهرة، نال السودان استقلاله الوطني والنوبة لم يطالبوا بتقرير المصير ولا بالحكم الذاتي ولا بتقسيم السلطة والثروة بجبال النوبة مع الوافدين إليها في ذلك الوقت الذين لم يشاركوا في تلك الثورات الوطنية ضد الاستعمار وكان هدفهم هو أن يبقى السودان علماً بين الأمم.
ولكن للأسف في عهد الحكومات الوطنية المتعاقبة على الحكم بالسودان تم إخلاء جبال النوبة من أهلها الأوائل وتولى أمرهم الآخرون باسم ولاية جنوب كردفان ، وأغلب أبناء النوبة صاروا نازحين ومشردين بالولايات الأخرى وآخرين محاصرين بالجبال لدى قوات الحركة الشعبية منذ عام الكتمة 6/6/2011 وحتى الآن في انتظار عدالة رب العالمين .
عفواً أخى وزير الدفاع الفريق أول ركن “ابن عوف” قصدنا بهذه المقدمة بأن نذكركم أن أهل شطري جبال النوبة يريدون السلام بديلاً للحرب بالمنطقة، وبالأمس القريب طالعتنا الصحف المحلية بتصريحات منسوبة إليكم لدى مخاطبتكم قوات الدفاع الشعبي ، وبذلك اتخذت قوات الحركة الشعبية بجبال النوبة إجراءات احترازية لمواجهة تلك التصريحات التي أحدثت مخاوف وسط أهل جبال النوبة وخاصة من النازحين بالولايات، وظنوا أن القتال سوف يتجدد في المنطقة مرة أخرى وخاصة بعد أن تم إغلاق مسارات التواصل بين النوبة بالداخل مع ذويهم بالطرف الآخر التي كانت مفتوحة بموجب قرار وقف إطلاق النار والتزام قوات الحركة بوقف العدائيات منذ أكثر من (5) سنوات، وفي هذا الإطار نقول للأخوة أبناء جبال النوبة وغيرهم الذين يصفونني بألفاظ بذيئة كلما كتبنا عن قضايا المنطقة ومناصراً لثورة الإنقاذ الوطني بقيادة المشير “البشير”، نذكرهم أنني أكتب عن وقائع عشتها على الأرض الواقع ولسنا قوم تبع لأحد ولا أملك في هذه الدنيا غير هذا القلم ولا أسأل الناس إلحافاً، بل تعرضت منهم لأبشع أنواع الظلم والغبن والتهميش والحرمان من الحياة الكريمة بجبال النوبة فحدث ولا حرج هنا في الخرطوم، ولا أخشى أحداً في الحق ولن استسلم وسوف أواصل هذه الرسالة حتى القي الله بقلب سليم إن شاء الله، وهذه رسالة لسيادتكم نيابة عن أبناء جبال النوبة الغلابة الذين يريدون السلام فلا تكرروا القتال مرة أخرى بالمنطقة ، واصبروا على مسيرة السلام بقيادة المشير “البشير”، ينصركم الله

عضو هيئة علماء السودان

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية