ولنا رأي

السودانيون أكثرهم محبة لرسول الله

صلاح حبيب

يصادف اليوم الثاني عشر من ربيع الأول ذكرى مولد المصطفى “محمد بن عبد الله” عليه أفضل الصلاة والسلام عليه، خاتم الرسول ونبي البشرية، فميلاده ليس كميلاد بقية البشر، فقد أضاء المولى بنوره الكون وعمت الرحمة وسعدت البشرية، فجاء بالمعجزات التي كانت علامة بارزة لهذا الدين الحنيف، إن أهل السودان يعدون من أكثر شعوب العالم احتفاء واحتفالا بمولده، فتنتظم السرادق في معظم الساحات التي أطلق عليها ساحات المولد بأم درمان الذي يعد بيت الخليفة من أكبر الأماكن احتفالا به، فتتجمع فيه العشرات من الطرق الصوفية التي تتبارى في الاحتفال عبر الأناشيد الدينية والمدائح التي تمجد “المصطفى” صلى الله عليه وسلم، وهذه لا تتوفر في كثير من بلدان العالم، إلا دولة مصر الشقيقة التي تجعل من هذا اليوم مناسبة خاصة، وكذلك المغرب، أما السودان فله خصوصية مع رسول البشرية فنظمت المدائح النبوية التي كتبها كبار الشعراء والأدباء السودانيين، وهي لا تتوفر إلا فيه، وإذا نظرنا إلى قصيدة المولد التي نظم كلماتها الراحل المقيم “محمد المهدي المجذوب” تعد لوحة إبداعية لا يستطيع عليها كبار شعراء الأمة العربية، بل هي القصيدة الوحيدة التي تنبض بالحيوية وتعكس حالة المولد الشريف وحالة الناس داخله، وهنا حلقة شيخ يرجحن يضرب النوبة ضربا فتئن وترن ثم ترفض هديرا أو يجن، وحتى حالة الدراويش أو الغرقانين في ملكوت السماوات العلى تصفهم هذه القصيدة بصورة ناطقة فهذه أبيات منها:
صل يا رب على المدثر

وتجاوز عن ذنوبي

وأعني يا إلهي

بمتاب أكبر

فزماني ولع بالمنكر.

***

درج الناس على غير الهدى

وتعادوا شهوات

وتمادوا

لا يبالون وقد عاشوا الردى

جنحوا للسلم أم ضاعوا سدى

***

أيكون الخير في الشر انطوى

والقوى

خرجت من ذرة

هي حبلى بالعدم؟!

أتراها تقتل الحرب وتنجو بالسلم

ويكون الضعف كالقوة حقا وذماما

سوف ترعاه الأمم

وتعود الأرض حبا وابتساماً

***

رب سبحانك مختاراً قديراً

أنت هيأت القدر

ثم أرسلت نذيرا.. للبشر

آية منك ونورا..

هذا جزء من قصيدة المولد التي نظم كلماتها الشاعر الفحل “محمد المهدي المجذوب” فظلت طوال تلك الفترة هي القصيدة الأولى بين كل القصائد التي يستمع لها الناس في هذه المناسبة العظيمة، إن ميلاد رسول الله، هو الأولى بالافتخار والتمجيد والاحتفال به، رغم اعتراض بعض الجماعات الإسلامية الأخرى التي تعتبر الاحتفال به بدعة، فلا ندري كيف يكون ميلاد سيد البشرية بدعة، وميلاد بقية العباد ليس ببدعة، يجب أن يكون هذا اليوم العظيم يوم مولد “المصطفى” عظة وعبرة للأمة الإسلامية والتمسك بتعاليمه، إن رسول البشرية هو الذي جاء بهذا الدين العظيم فلابد أن نقتدي بما جاء من سماحة وأخلاق وتعامل بين الناس، فالاحتفال ليس لعباً أو لهواً أو أكلاً وشرباً هي لحظات للتأمل في شخصية الرسول وكيف عمل على توحيد هذه الأمة قبل أربعة عشر قرناً.. لقد ظل هذا الدين متماسكاً وأهله في حالة ترابط وانسجام بل في حالة ازدياد، أن ميلاده فرحة للخلائق محبة وعظمة لنبي الكون الذي دك قصور الإمبراطوريات العظمى في الروم وبلاد الفرس وغيرها من البلدان وقتها، وأصبح بهذا الدين للأمة الإسلامية مكانة في العالم ونحن إذ نحتفل بميلاده لابد أن تعود وحدة المسلمين قوة ومنعة، وأن تبتعد الأمة من الشحناء والبغضاء والعمل على إعادة مجد الإسلام التليد.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية