ولنا رأي

هل تتوحد أحزاب الأمة قبل الانتخابات؟!

صلاح حبيب

الأحزاب السياسية التقليدية تعرضت إلى الانقسام الفترة الماضية وحزب الأمة القومي أول الأحزاب التي أصابها مرض الانقسام، بعد أن حاول السيد “مبارك الفاضل” دخول الحكومة وكانت المساعي جارية بينه وابن عمه الإمام “الصادق المهدي” ولكن الضغط الذي مورس على الإمام “الصادق” من القيادات جعله يتراجع في آخر لحظة مما أدى ذلك إلى إحراج السيد “مبارك”، وأعلن الانضمام إلى الحكومة وعقد مؤتمره الذي شاركت فيه قيادات أصلا لم يعجبها موقف الإمام، ودخلوا الحكومة إلا أنهم لم يستمروا طويلاً سوياً، فحدث الانسلاخ مجدداً من الحزب الذي أسماه “مبارك الفاضل” (الإصلاح والتجديد)، إلا أن تلك القيادات التي خرجت مع “مبارك” لم يعجبها موقف “مبارك” كما لم يعجبها موقف الإمام من قبل.. فأسس كل واحد منهم حزباً بنفس اسم حزب الأمة مع بعض الإضافات: الأمة القيادة الجماعية، الأمة الفيدرالي، الأمة المتحد، وغيرها من الإضافات التي أدخلت على الأصل، ورغم الانقسام ولكن لا طعم ولا رائحة لتلك الأحزاب ما لم تتحد مع الأصل، فالآن هناك مبادرة من قبل البعض ممثلة في اللواء “فضل الله برمة ناصر” والفريق “صديق إسماعيل” و”الفاضل” نجل الإمام “أحمد المهدي” وهم يحاولون أن تعود المياه إلى مجاريها، فبدأت تلك اللجنة أو المجموعة اتصالاتها للم الشمل من جديد، وابتدرت اللقاء بالدكتور “الصادق الهادي المهدي” رئيس حزب الأمة وزير التعليم العالي والبحث العلمي، وهي أولى خطوات الالتئام، فالدكتور “الصادق” لم يكن بعيداً من عملية لم الشمل، فبدا مساعيه منذ أن عاد من لندن في بداية عام ألفين، وظل يطرق في عملية الوحدة إلا أن هناك بعض المتاريس والعقبات تقف حجر عثرة في عملية التوحيد.
إن المبادرة الجديدة أن كانت الأحزاب المنشقة من الأصل فعلا جادة في عملية التوحيد فلا أظن أن هناك مشكلة كبيرة في عودة الكيان من جديد، فالسيد “مبارك” سبق أن قاد مفاوضات مع الإمام، وكادت أن تنجح مساعيه في العودة من جديد، إلا أن الإمام كان يرى غير ذلك، ربما بسبب بعض المطالب من قبل “مبارك” أو من قبل أنجال الإمام الذين يفتقدون الود معه باعتباره يسعى لنيل الكعكة بأكملها، مازال الوقت فيه من المتسع إلى عودة الخارجين إلى الكيان من جديد، وانتخابات 2020 على الأبواب أن أرادوا أن يخوضوها سويا، هناك بعض القيادات التي خرجت وجعلت لها اسما في الساحة السياسية وذاقت حلاوة الاستوزار، أمثال (مسار ودكتور نهار والأمير دقنة) هؤلاء ربما تصبح عودتهم عصية من جديد لأن الخلاف لم يكن في الحزب وربما في رئيس الحزب، وسبق أن قال الأستاذ “مسار” إن البون بينهم وحزب الأمة القومي شاسعاً وما عادت هناك سيادة من جديد على أحد، ومن هذا المنطلق يصبح موقف “مسار” واضحاً بمعنى ألا عودة من جديد للأمة والإمام “الصادق” زعيماً له أما موقف الدكتور “نهار” لم تكن بعيدة من مقولة “مسار”، وكذا الحال ينطبق على الدكتور “آدم مادبو” ورحمة الله على الأستاذ “بكري عديل”، إذا المساعي التي يقوم بها نفر من قيادات حزب الأمة القومي ستواجه بصدام من قبل الراغبين في السُلطة والمال، فأمر الوحدة من جديد يصبح صعب المنال رغم العواطف الجياشة بينهم في المناسبات المختلفة.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية