ولنا رأي

ملحمة العبور ودك خط بارليف!

صلاح حبيب !

تمر اليوم الذكرى الخامسة والأربعون لانتصار القوات المسلحة المصرية الباسلة على العدو الإسرائيلي في معركة تمثلت فيها بطولة وشجاعة الجندي المصري ، فاليوم هو عيد مصر وعيد الشعب المصري الذي ضحى بدمائه الطاهرة في سبيل الكرامة والحرية ،لقد كانت ملحمة العبور التي دك فيها الجندي المصري خط بارليف أحد أقوى الخطوط التي أنشأها العدو على الحدود ..ولولا يقظة الرئيس الراحل السادات وحكمته لما تحقق الانتصار العظيم، فالسادات رجل دولة في المقام الأول وعسكري شهدت له ميادين القتال، ولذلك جاء التخطيط والتدبير بحكمة فائقة وترتيب منظم مع قياداته المسلحة التي لم تيأس في إيجاد الطريقة التي تستعيد بها أرض مصر الضائعة، لقد كان دك خط بارليف هو الطريق إلى النصر الذي تحقق، إن القوات المسلحة الباسلة المصرية سيظل يذكرها التاريخ وتذكرها الأجيال بما قامت به من ثبات وشجاعة ورجولة في ميدان القتال، لقد هزت القوات المسلحة المصرية عرش إسرائيل وفجرت الأوضاع الداخلية، ولم تصدق العجوز الشمطاء “جولدا مائير” أن القوات المسلحة المصرية قد أشعلت الحرب وأنها كادت أن تدخل تل أبيب لولا صرخات واستغاثات اليهود، فالجندي المصري وسلاح الطيران الذي وقف عليه قائده وقتها الرئيس الأسبق “حسني مبارك”، فكانت معركة استبسل فيها الجنود حتى تحقق لهم النصر الذي كان مفخرة للعرب قبل أن يكون مفخرة للأخوة المصريين ،ولا ننسى الدور الكبير الذي قام به الراحل الملك “فيصل” ملك المملكة العربية السعودية آنذاك فقد استخدم البترول كسلاح في تلك الحرب، وهذا يعني أن الأمة العربية وقياداتها كانوا على قلب رجل واحد وإلا لما استطاعوا أن يحققوا النصر الكبير في ظل المؤامرات الدولية وقتها ،فالخدعة التي استخدمها الرئيس السادات باستجلاب كميات من خراطيم المياه ذات الأحجام الكبيرة كانت واحدة من عوامل انهيار السد، ومن ثم اقتحمت القوات المواقع الإسرائيلية وهم بين مصدق ومكذب،وبذلك الانتصار تنفست مصر وقياداتها الصعداء، ولأول مرة ينام المواطن المصري قرير العين ، إن الإرادة المصرية هي التي كانت دافعاً إلى دخول تلك الحرب وتحقيق الانتصار ، ولكن للأسف وبعد سنوات من تلك الملحمة العظيمة تم اغتيال رجل السلام الرئيس محمد أنور السادات، الذي كان له الفضل في أن يعيد لمصر وشعبها الأمن والأمان والاستقرار، أن يغتاله أبناء مصر في نفس تاريخ النصر، فقد كان المواطن المصري في حالة خوف لأن عمليات التجنيد للأفراد والطلاب مستمرة، طالما العدو الإسرائيلي متربص بهم، ولكن الرئيس الأسبق السادات حسم الأمر وأوقف تلك المخاوف بدخوله الحرب التي كان يخشاها بعض الضباط، ولكن بإرادته وعزيمته وإصراره على تحقيق النصر دخلها مستمسكاً بالرباط الإيماني والشجاعة العسكرية ،والمعركة بالنسبة له كانت هدفاً واحداً إما أن تعود الأراضي المصرية إلى السيادة، وإما أن تظل مصر مكسورة الجناح تحت رحمة الصهاينة كما حال الشعب الفلسطيني الذي لم يستطع كسر الطوق بسبب الخلافات لقياداته وانقساماتهم المتعددة، إلا أن الشعب المصري الموحد تحت راية واحدة وعلم واحد استطاع في ساعات أن يقول كلمته وأن يدك الآلة الحربية الإسرائيلية، ويكتب لشعب مصر النصر والخلود، فها هي مصر تعيش الآن أمناً وسلاماً واستقراراً بفضل تلك المعركة، معركة الحرية والكرامة .

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية