كثير من الساسة في السودان يحاولون اغتيال خصومهم بتلفيق الاتهامات غير الحقيقية، خاصة في ما يتعلق بالنساء أو المخدرات أو غيرها من الأفعال التي يحاولون أن يلفقوا بها التهم لغيرهم، فاغتيال الشخصية ليس فى السودان بل من الظواهر في كل العالم، فكل من يقف في طريق الحزب أو الشخص يحاولون أن يحطموا شخصيته ومعنوياته، وهذا من أرخص الأساليب المستخدمة في العمل السياسي، ولكن لو عرف الشخص الذي يقوم بهذا الفعل الأثر السالب الذي يقع على الشخص وأسرته، لما تجرأ أن يقدم على هذا الفعل، إن الصراعات والخلافات الشخصية أو الحزبية تركت أثراً سيئاً في نفوس الكثيرين، ولذلك لجأوا لاستخدام هذا الأسلوب المشين الذي لا يرضاه الله ولا البشر، كم من شخصية حطمت ودمرت معنوياً وكم من أسرة فقدت عائلها بسبب الأكاذيب والقضايا الملفقة، ما الذي يريده أولئك حينما يدمرون أسرة بأكملها بسبب غرض دنيوي، فالإسلام دين العدل والرحمة والرأفة، والأحاديث النبوية حثتنا بعدم الغيبة والنميمة، حتى الزنا أن لم يكن هناك أربعة شهود، لا تقبل شهادتهم بل يعاقب الثلاثة، فكيف نتجرأ على ارتكاب مثل هذه الأفعال من أجل عرض زائل؟، اذكر في الديمقراطية الثالثة ومن أجل التنافس السياسي تجرأ أحد الصحفيين بتلفيق قضية إلى رجل سياسي عرف بالتقوى والورع ومخافة الله، ولكن كان هذا التربص المحكم حتى جاءت لحظة الصفر، فانقضوا عليه كما تنقض على فريستها وتمت محاكمة الشخص سياسياً واجتماعياً ودمرت شخصيته تماماً لأن الفعل لا يوازيه رد الفعل من بعد ذلك، فمهما عمل الشخص لنفي التهمة منه فلن يصدقه أحد، حتى ولو كانت القضية ملفقة والجميع يعرفها، فانزوى الرجل تماماً وغاب عن الساحة السياسية، وربما فقد أسرته بهذا الفعل الشنيع الذي لا يشبه أهل السودان، ولكن المكيدة وطمع الدنيا يمكن أن يزين للمرء كل شيء، دخلت على السودان أمور لا تشبهنا ولا من عاداتنا ولا من أعرافنا السمحة التي عرفنا بها.. الآن كل شخص من أجل الوظيفة أو المال يمكن أن يفعل أي شيء يقربه من الموقع الذي يحاول أن يصله، فاغتيال الشخصية السودانية حالة مرضية لا يقوم بها شخص سوي أو في قلبه ذرة من إيمان.. فكل الأفعال التي نراها الآن في الساحة السياسية أو الاجتماعية صورة مسيئة لنا، فالآية الكريمة تقول: (يا أيها الذين آمنوا أن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة)، فالتثبت والتريث لمعرفة الحقيقة واجب على الحاكمين، فيجب التريث قبل اتخاذ القرار حتى ولو اعترف الشخص لحظتها يجب أن يكون هناك عقلاء وحاكمون يقيسون الأمور بالمقياس السليم قبل أن يتضرر الشخص من هذا الحكم الذي في الغالب لا يكون عادلاً، فكم من شخص ظلم بتلفيق الاتهامات ضده، وكم من شخص مات حسرة بمثل تلك الأفعال، وكم من طالبة وطالب هجر الدراسة تحاشياً لنظرات التلاميذ إليه أو إليها بسبب ما لفق لوالدهم من اتهامات غير صحيحة، ما الذي أصاب المجتمع السوداني ولمصلحة من تساق تلك الأساليب غير الكريمة، هل يرضى هذا الشخص الذي قام بهذا الفعل أن تلفق إليه هذه التهم، يجب أن يكون التنافس حقيقياً بعيداً عن الأساليب القذرة التي تفقدنا مجتمعاً مترابطاً ومتجانساً، يميزه الطهر والعفة.