الأزمة مكانها وين؟
لتلاتة أيام على التوالي ظللنا في محلية بحري، وحي الصافية تحديداً، نعاني انقطاعاً متواصلاً في التيار الكهربائي، والجديد هذه المرة لأنه قطع الكهرباء في حد ذاته ليس جديداً ولا غريباً علينا، الجديد هذه المرة أن يتم قطع الكهرباء لمدة أربع وعشرين ساعة كاملة بدأت من الثامنة مساء الأربعاء، حتى الثامنة مساء الخميس، وهو في رأيي ما لا يفترض أن يحدث في الأحوال العادية وحتى غير العادية، والخرطوم بحري، لم يعلنها أحد منطقة كوارث أو نكبات ولا ضاربنا زلزال ولا إعصار ليتحمل المواطن هذا الانقطاع بهذا الشكل المحير، إلا أن المحير أكثر من القطع نفسه هو أن لا نجد إجابات عن سببه من الموظفين الذين يفترض أنه شغلتهم وعملهم الأساسي أن يوضحوا أسباب هذا القطع، لكن أن تصبح خدمة الاستفسار نفسها وسيلة لاستنزاف المواطنين وقدّ جيبهم أكتر مما هو مقدود، تبقى مصيبة، فليس هناك أي معنى أن يظل الشخص المتصل على الهاتف لمدة خمس دقائق في انتظار أن يجد توضيحاً أو تصحيحاً ويتفاجأ بأن الموظف نفسه ما عنده معلومة وطاشي شبكة، والإجابة على سؤال الكهرباء حتجي متين دائماً ما يكون، والله دي حاجة مفتوحة!!.. مفتوحة كيف يا أخوانا؟؟.. والمفروض أن هناك عطلاً ما في مكان ما والتقديرات لعودة التيار ليس أمراً صعباً ولا مستحيلاً ولا معلومة سرية ممنوع تداولها حتى أنني ظللت طوال أمس الأول، أكرر الاتصال لأسأل عن سبب قطع التيار الكهربائي، والإجابة التقليدية المعروفة (في أسلاك مقطوعة أو المولد فيه عطل)، وتظل المشكلة مرحلة من عام إلى عام، ومن مسؤول إلى مسؤول والثابت الوحيد الذي لا يتغير هو المواطن الذي يدفع الثمن السخانة ولسعات البعوض وندرة مياه والإمداد المائي الذي هو مرتبط بشكل وثيق بالتيار الكهربائي.
الدايرة أقولوا إن معاناة الكهرباء في بلاد زي بلادنا دي تعتبر مأساة بمعنى الكلمة وظروفنا المناخية قاسية وظروفنا المادية أقسى، وكدي قولوا لي شعور شخص يبوظ ليه تموين الأسبوع من لحمة أو خضار أو أي مواد غذائية بسبب انقطاع الكهرباء أو حتى يفسد له دواء من شاكلة إنسولين وغيره كما حدث لقريبة لي اضطرت أن تشتري غيره وهي لا تملك وميزانيتها لا تسمح وظلت تدعي على ناس الكهرباء حتى لظننت أن بينها وبينهم تار.
فيا وزير الكهرباء في حكومة الأمل الناس ما ناقصة إحباط وما ناقصة اكتئاب لتجد نفسها في مواجهة واقع مفروض عليها بالقوة الجبرية وكأن هذه الخدمات التي هي حقها الطبيعي والمنطقي في الحياة، كأنها ممنوحة لها هدية أو عطية مزين.
ولا زال السؤال قائماً شنو الكارثة البتقطع الكهرباء أربع وعشرين ساعة متواصلة والله غالب.
}كلمة عزيزة
طولت لم أشاهد في مؤسسات الحكومة سرعة في الأداء وترتيباً في الأولويات وعدم تعطيل للمواطن كم شاهدته في القمسيون الطبي الذي يعمل موظفوه بدقة عقارب الساعة وإن كان من ملاحظة فهي أن مبانيه الحالية غير مناسبة ولا مهيأة للدور الذي يقوم به وهو مؤسسة قومية لها وضعها ومكانتها.
}كلمة أعز
لمدة سبعة أيام ماضيات ظللنا نشرب مياهاً بها طعم غريب وغير مستساغ، وأيضاً لم يملكنا أحد الأسباب وظل الحال على ما هو عليه، وظللنا نتجرع العلقم متنازلين عن حقنا في حياة كريمة ونظيفة وصحية وبرضو الله غالب.