مع انفتاح المنطقة المظلمة من العالم أو ما يسمى بدول الجنوب.. على أدوات ووسائل الإعلام الجديد ومواقع التواصل الاجتماعي على نحو خاص.. خرج بعضهم بفكرة تحرر هذه المنطقة من التبعية الإعلامية بما يعني كسر وسقوط نظرية تدفق المعلومات من دول الشمال المتقدم إلى دوله الفقيرة في الجنوب.. ولكن وبعد انتظار القليل من الزمن تبين لهؤلاء أنهم قد وقعوا في تقدير ساذج لم يستند على حقائق علمية بقدر ما اعتمد على تقديرات وتطلعات شخصية.. إذ ظل المحتوى المتدفق كما هو في مساره القديم من الشمال إلى الجنوب.. بل عزز هيمنته من خلال وسائل شديدة القوة في تأثيرها وكبيرة السعة في انتقالها.. بينما أصبح المتلقي في هذه المنطقة أكثر استعداداً ورغبة لقبول واستقبال الوافد إليه من محتوى زاد تأثيره بتطور شكله عبر عناصر عرض وإبهار تزيد دهشتها لديه كمتلقٍ يوماً بعد آخر في ظل جهد يكاد أن يكون منعدماً لتحرير محتوى هذه المنطقة المتخلفة من جموده وسكونه السرمدي على أرفف التاريخ.. وبالأمس فقط احتفل محرك البحث الأكبر غوغل بإكماله عقده الثاني بقدرة مالية وصلت إلى (800) مليار دولار وأكثر من (40) ألف عملية بحث في الثانية، ليؤكد استمرار هيمنة الغرب على سوق البحث والمعلومات مع تزايد المخاطر المرتبطة بانتهاك الخصوصية والنظر للعالم كله عارياً من قبل المسيطرين بخفاء وذكاء على الإعلام الدولي الذي يحققون عبره أهدافهم ومصالحهم.. ولكن هذا كله لن يمنعنا أبداً من أن نرفع القبعة لغوغل الذي خرج قبل عشرين عاماً من (جراج) صغير ليصل اليوم إلى كل من رضي به أو أبى؟
اشترك بالنشرة البريدية ليصلك كل جديد
مقالات ذات صلة
اللهم أحفظ السودان .. !!
2021-06-12
شاهد أيضاً
إغلاق
-
اللهم أحفظ السودان .. !!2021-06-12