ربما كانت زيارة رئيس الوزراء، وزير المالية، إلى رئاسة المخزون الإستراتيجي بالبنك الزراعي آخر محطاته للمواقع المتعلقة بمعاش الناس داخل ولاية الخرطوم أمس، السيد الوزير أكثر هماً من المواطنين بحلحلة مشاكلهم على الطبيعة، وسبق أن ابتدر زياراته الميدانية عقب توليه منصب رئيس الوزراء، وزير المالية، بعد التغيير الذي طرأ على حكومة الوفاق الوطني، وظل في زيارات ميدانية إلى المواقع التي يعتقد أنها أس المشكلة الاقتصادية، بنك السودان، الصندوق القومي للدواء، مصفاة الجيلي ومحطة قري للكهرباء وأخيراً المخزون الإستراتيجي، وهذه محطات مهمة لوزير جاء يتلمس قضايا المواطنين على الطبيعة، واعتقد أن تلك الزيارات كانت ناجحة بكل المقاييس وستأتي أكلها الأيام القادمة، خاصة أن بنك السودان وعلى رأسه الدكتور “محمد خير الزبير” الذي لم يكن غريباً عليه، فسبق أن عمل فيه لفترة من الزمن ووضع إجراءات متعلقة بالسيولة والتي ستضخ كميات من الأموال في البنوك تعيد الثقة بينها والمودعين، إضافة إلى طباعة عُملة جديدة من فئة المائة والمائتين جنيه، بجانب عُملات معدنية من فئة الألفين والخمسة آلاف جنيه، ففي زيارة الأمس إلى المخزون الإستراتيجي اطمأن على المخزون من القمح والدقيق الذي يقدر بنصف مليون طن من القمح يكفي البلاد خلال الفترة القادمة، بجانب أربعمائة ألف طن من القمح بالمنطقة الحُرة ببورتسودان، وهذا يدخل الطمأنينة في نفوس المواطنين الذين أصابهم الهلع بسبب نقص حصة الدقيق وتجدد صفوف الرغيف بالمخابز، فهذه الزيارة تعد بمثابة ردة الروح إلى الجسد.
السيد رئيس الوزراء، وزير المالية، التقى في زيارته للمخزون الإستراتيجي أمس بنائب المدير العام للبنك الزراعي، الذي يعد المخزون الإستراتيجي واحدة من إداراته واستمع السيد الوزير الذي رافقه في الزيارة الأستاذ “حاتم حسن بخيت” وزير الدولة بمجلس الوزراء، والدكتور “محمد خير الزبير” محافظ البنك المركزي، قدم نائب المدير الأستاذ “عبد القادر عثمان حسن” شرحاً مفصلاً عن المخزون الإستراتيجي ودور البنك في ذلك وأهدافه واهتماماته وما يقوم به من تنفيذ لبرامج متعلقة بتثبيت الأسعار كدعم للمستهلك والمنتج، وقال إن المخزون يعتمد على التخزين عبر الصوامع بمناطق الإنتاج، وعلى الرغم من أنها تختلف عن الصوامع لكنها لا تقل أهمية منها في حفظ المخزون من الحبوب، فالمطامير التقليدية تحفظ الإنتاج وأحياناً التخزين يزيد من نسبة المحصول عبرها وتحدث الإيجابيات والسلبيات لها، ولكن أكد الإيجابيات أكثر، وقال إن مدير البنك الآن في زيارة عمل خارجية، وقد أجرى اتفاقاً مع الشركات البروسيا لصوامع تساعد على تخزين مليون طن من الحبوب، وهذه تتطلب زيادة الإنتاج من المحاصيل الزراعية.
وقال إن المخزون الإستراتيجي من الذرة العام الماضي بلغ (720) ألف طن، الموجود الآن (174) ألف طن، وقال إن المطمورة إذا فتحت لابد أن يتم تفريغ كل الكمية من المحصول.
السيد الوزير قال إن الزيارة إلى المخزون الإستراتيجي هدفت إلى غرضين الأول تأمين سلعتي القمح والدقيق، أما الهدف الثاني التحضير لجلسة مجلس الوزراء القادم التي ستعقد بمدينة ود مدني والتي يتم الاطمئنان فيها على التحضير إلى الموسم الشتوي وحصاد الموسم الصيفي، وتحدث السيد الوزير عن جلسة مع أصحاب المطاحن، وهم معنيون بتوفير الدقيق والقمح، فالشراكة ما بينهم والحكومة ستخرج البلاد من الأزمات الاقتصادية، وعبر عن شكره للقطاع الخاص والدور الذي يلعبه مع الحكومة في ما يتعلق بتوفير احتياجاته، السيد الوزير لن يغفل عملية التحضير لموسم 2019 ومنح المزارع السعر المجزي الذي يمنحه الثقة والقيام بدوره في المجال الزراعي، الزيارة التي اعتقد أنها كانت خاتمة الزيارات الميدانية الداخلية في المرحلة الأولى كانت ناجحة بكل المقاييس نأمل أن تأتي أكلها قريباً حتى نحرج من عنق الزجاجة.