ولنا رأي

"مهدي" و"الزبير".. وجهان لعملة واحدة!

أُسدل الستار على المؤتمر الثامن للحركة الإسلامية، الذي جاء بالأستاذ العالم المحدث اللبق “مهدي إبراهيم” رئيساً لمجلس الشورى، ويعدّ من أبرز القيادات الإسلامية، صاحب جهاد.. يعمل في صمت.. لم يكن له أعداء ولم يكن في يوم من الأيام من المتآمرين على إخوانه، شهدت له ساحات القتال في الجزيرة أبا.. وعندما يتولى المواقع التنفيذية يسكب عصارة جهده وفكره.. لم نسمع في يوم من الأيام أنه كان في خلاف أو صراع، بل كان يمشي في صمت ويعمل في صمت، وإذا لم يعجبه الحال غادر المكان في صمت.. عندما تقلد منصب سفير السودان بالولايات المتحدة الأمريكية جعل للمنصب طعماً ومذاقاً، وجعل للسودان اسماً يحلق في سماوات الدول الأوروبية والغربية.. وعندما تولى منصب وزير الإعلام شعرنا بأن لدينا وزيراً للإعلام، يتحدث العربية بطلاقة وسلاسة ويسحرك بعباراته الأنيقة ومفرداته العربية التي تعيدك إلى فطاحله اللغة.. إن الأستاذ “مهدي إبراهيم” طيب المعشر، حسن المعاملة، وبتقلده لهذا الموقع نأمل أن يعيد للحركة الإسلامية رونقها وألقها ومجدها الذي ضاع في زحمة الحكم والسلطة والصراع والخلاف والملاواة.. لقد ربت الحركة الإسلامية جيلاً من الشباب هم الآن وقودها وزادها، لكن الدنيا وفتنتها شغلت الناس وجعلت إخوان الأمس ليس لهم إخوان اليوم.. إخوان الأمس كانوا يحسون بألم إخوانهم.. وإخوان اليوم يحاولون أن يمشوا فوق إخوانهم.. واختفى الشعار (لا لدينا قد عملنا) فالعمل الآن كله للدنيا.. وانعقاد المؤتمر الثامن للحركة الإسلامية كذب من قال ليس فيه صراع أو ملاواة أو مؤامرة على طرف ضد الآخر.. ففي الكواليس كثير مما لم يظهر على السطح.
مؤتمر الحركة الإسلامية جاء أيضاً بالشيخ الزاهد الورع “الزبير أحمد الحسن” وهو يشبه الحركة الإسلامية فعلاً، ويشبه إخوان الأمس وليس اليوم.. طاهر السيرة والسريرة.. أذكر عندما جرى التعديل الوزاري في العام 2008م، إن لم تخني الذاكرة، وجيء به وزيراً للطاقة وانتقل الدكتور “عوض الجاز” إلى وزارة المالية نظم العاملون بوزارة الطاقة احتفال تكريم له وللدكتور “الجاز”.. في بادئ الأمر ظن أن المال الذي سيقام به الاحتفال مال الدولة، ولكن حينما علم أن المال مال العاملين بالوزارة، والتكريم عرفاناً بالدور الذي لعبه الدكتور “عوض الجاز” في استخراج وتصدير البترول واحتفالاً بالوزير الجديد عندئذ واقف الشيخ “الزبير” على الاحتفال طالما أنه لم يكلف الدولة شيئاً.. هذا هو الشيخ “الزبير أحمد الحسن” الأمين العام للحركة الإسلامية الجديد التي جاءها يشبهها في كل شيء.. زهداً وطهراً ونقاءً وعفة وورعاً وخشية من حساب الله.. هكذا كان أعضاء الحركة الإسلامية.. كانوا يخشون الله في كل شيء.. يخافون أكل مال الضعفاء.. ويخشون عقاب الله في الدنيا والآخرة.. ويراقبون الله في كل عمل يقومون به.. الآن هناك ممن ينتمون لها لا يشبهونها في شيء.
إن تولي الشيخ “الزبير أحمد الحسن” لمنصب الأمين العام قد يعيدها إلى ماضيها، وقد يُدخل دماء جديدة بعد أن زهد الكثيرون فيها.. نسأل الله له وللأستاذ “مهدي” التوفيق في موقعيهما من أجل الحركة ومن أجل الوطن الذي مزقته الصراعات والقبليات والحروب.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية