سروج "الصادق"!!
{ حينما يخرج السيد “الصادق المهدي” رئيس حزب الأمة من السودان يمتطي حصان المعارضة لإسقاط النظام.. ببندقية “عرمان” أم بتظاهرات أو انتفاضة مسلحة الأمر واحد.. لكن الإمام “الصادق” لا يغادر السودان إلا بعد لقاء “البشير” إما في بيت الضيافة أو بالقصر الرئاسي في هجعة الليل.. وحينما يلتقي السيد “عرمان” و”علي الحاج” و”مني أركو مناوي” وآخرون من المعارضين، يتقدم “الصادق المهدي” خطوات نحوهم ويقبل على المعارضة إقبال طفل رضيع على ثدي أمه الغائبة!!
{ السيد “الصادق المهدي” قريب من ابنه العقيد المميز جداً في أدائه “عبد الرحمن” مساعد رئيس الجمهورية، وبعيد جداً عن المهندس “عبد الله مسار” حينما كان وزيراً، وحتى بعد خروجه لمنطقة وسطى بين المعارضة والحكومة.. والسيد “الصادق المهدي” لا تخرج ابنته د. “مريم” لإبرام صفقات باسم الحزب في كمبالا إلا بعد قراءة الإمام للأوراق و(تزويدها) بالنصائح والإرشادات، وحينما يشعر بخطورة ما أقدمت عليه “مريم” يسعى من خلال خطوط مفتوحة مع النظام لإخراجها من (زنقتها)!!
{ “الصادق المهدي” تمهيداً للعودة وتكفيراً عن لقاءاته مع د. “علي الحاج” و”ياسر عرمان” يضحي بالسيد “نصر الدين الهادي المهدي” ويبعده عن منصبه كنائب لرئيس الحزب.. لكن “الصادق المهدي” يمد رجله نحو تيار المقاومة المفتوحة ضد النظام داخل حزبه ويبقي على “نصر الدين الهادي” المبعد من منصب نائب الرئيس في مواقع دون ذلك.. جرده من صفة وأبقى على صفة أخرى، إرضاءً للحكومة ومداً للتواصل مع تيارات داخل حزبه.
{ إذا سقطت الإنقاذ اليوم لأي سبب، فالحكومات تسقط حينما يأخذ الله السلطة وينزعها، و”الصادق” مستعد لإعلان نفسه وحزبه قائداً للتغيير ورائداً للمقاومة وبديلاً ديمقراطياً، وسيضحي حينها “الصادق المهدي” بابنه “عبد الرحمن” مؤقتاً ريثما يعيده بخبرته لأي موقع تتيحه (الظروف) لـ”المهدي” وحزبه!!
{ الدعوة التي أطلقها الصادق للتظاهر في الشوارع والاعتصامات في الميادين واحتلال سفارات السودان في الخارج، هي ما طلبه (المستمعون) في لقاء لندن.. وقد تعددت (سروج) “الصادق المهدي”، ولكن ضمرت خيوله ومات أغلبها بالجوع والإهمال، وحينما يعثر الإمام على حصان للسباق يبحث عن فارس، فلا يجد في حزبه إلا بضع رجال أنهكهم طول المسير ووعورة الطريق.
{ ينظر “الصادق المهدي” حيناً لـ”ياسر عرمان” كحصان قابل للوصول ويرتد بصره حاسراً نحو “مني أركو مناوي” وينقلب نحو المؤتمر الشعبي دون أن يطيق رؤية صهره اللدود د. “حسن الترابي”، ويفكر “الصادق” في خلوته في المؤتمر الوطني وتحالفاته الباطنية لكنه لا يجد نفسه في مقدمة الركب، ولا يجد فرصة ليعود الماضي القديم إلى العدم والتلاشي، ويبقى السيد الإمام “الصادق المهدي” بسروج عديدة بدون خيل، وبنادق بلا ذخيرة، وسهام بلا رماة، ورجال بلا قضية!!