استبشر المواطنون خيراً بالتغيير الذي أدى إلى حل حكومة الوفاق الوطني التي عجزت عن أن تحقق له الكثير من طموحاته وإنقاذه من الحالة الاقتصادية المتردية، فظلت في حالة تراجع مريع حتى فقد المواطن الأمل في الإصلاح بسبب الانفلات الذي طرأ على كل شيء بالسوق مما جعل كل صاحب بضاعة يتمنى السعر الذي يبيع به ، فالتغيير الذي سيفضي بحكومة جديدة ستجعل المواطن يتمسك بالأمل في الإصلاح،وظل يعيش على هذا الأمل منذ أن أتت حكومة الإنقاذ وصبر عليها حتى خرجت من عنق الزجاجة، وتدفق البترول الذي أنعش الحالة الاقتصادية لفترة من الزمن ،فالآن المواطن أكثر تفاؤلاً بها عسى ولعل أن تكون أفضل من سابقتها ويتوقع أن تحل وجوه جديدة يمكنها أن تنقذ الحالة الاقتصادية المتردية التي نعيش فيها، وكانت سبباً في إحباطه طوال الفترة الماضية ،ان الحكومة الجديدة يمكنها أن تعيد الدولار الجمركي الذي كان سبب الكارثة التي نحن فيها ما يقارب العام وزيادة، فإذا استطاعت أن تعيد الوضع إلى ما كان عليه بمعنى أن يعود الدولار الجمركي إلى الستة جنيهات أو السبعة مع تخفيض للضرائب والجمارك وزيادة الصادرات وتقليل الواردات، فكل هذا سيساهم في حل المشكلة الاقتصادية، خاصة وأن تخفيض الوزارات من (31) إلى (21) ستعمل على تقليل النفقات وتوفير مبالغ مالية كبيرة.
وفي تقرير لـ(المجهر) نشر في عدد الأمس، ذكر أن التخفيض سيوفر لخزينة الدولة(43) مليار جنيه وهذا يعني إذا قامت الحكومة الجديدة أيضاً بتخفيض المجالس التشريعية والبرلمان ستوفر أكثر من المبلغ الذي ذكر، وإذا وضعنا عملية حسابية لاستهلاك نواب البرلمان للوقود خلال اليوم أو الشهر، وكذلك الوزراء الذين تم إعفاؤهم وكم كان استهلاكهم للوقود فقط سنجد أن المتوفر من الوقود فقط ترليون جنيه ، أما الموظفون التابعون لهؤلاء الوزراء ومديري المكاتب والحرس وسيارات المكتب والبيت فإنها ستعطينا مبلغاً خرافياً كان يذهب هدراً، أن الحكومة الجديدة فعليها أن تعمل وفق خطة مدروسة ومهام محددة لإنجازها في فترة زمنية محددة أقلها ستة أشهر، فإن كان العائد منها أكبر ومنفعتها للمواطن أكبر فيمكنها أن تستمر كفترة انتقالية وتؤجل الانتخابات لما بعد(2020)،لأن الغرض من الحكومة أن تهتم بمعاش الناس، فإن تحقق هذا فلا داعي أن تجري انتخابات خلال تلك الفترة القصيرة ،المسألة الثانية للحكومة القادمة أن تعمل الإنقاذ على تغيير الوجوه القديمة واستبدالها بوجوه أكثر فاعلية لمصلحتها أولاً ولمصلحة المواطن الذي يتفاءل بها ، وإلا سيظل الإحباط مستمراً على المواطن ويكثر الحديث عن أحمد وحاج أحمد، نحن نريد حكومة تهتم بالمواطن أولاً في قضايا أساسية أولها قفة الملاح، وثانياً التعليم والصحة اللذان أرهقا كاهل كل مواطن، فهذه القضايا ظلت الشغل الشاغل له فليس لديه طموح كبير غير أن يجد في الصباح متطلباته الحياتية من خبز وطعام وسكر وشاي وبن وغيرها من المتطلبات البسيطة التي يحتاج إليها يومياً فإن توفرت له فلن يسأل في الحكومة إن استمرت لمائة عام بعد ذلك، فالمواطن السوداني قنوع وطموحاته محدودة ممثلة في الأكل والشرب والأمن وهذه من المتطلبات البسيطة التي تجاوزتها كثير من بلدان العالم ، فنأمل أن تعمل لها الحكومة القادمة احتراماً لهذا الشعب الذي صبر كثيراً.