لا بد من وجه جديد للحركة الإسلامية!
قبل انطلاق فعاليات مؤتمر الحركة الإسلامية بفترة دار حديث كثيف حول من هو المرشح لمنصب الأمين العام للحركة الإسلامية إذا لم يجدد للأستاذ “علي عثمان” الأمين العام، وطرحت العديد من الأسماء كالبروفيسور “إبراهيم أحمد عمر” والدكتور “كمال عبيد” وبرز اسم الطيب “إبراهيم محمد خير” (الطيب سيخة) والبروفسور “محمد البشير عبد الهادي”، وربما هناك أسماء لم تظهر في الإعلام.
إن اختيار الأمين العام للحركة الإسلامية ليس صعباً فهناك قيادات إسلامية تنطبق عليها شروط الأمين العام، وبإمكانها أن تقدم عملاً كبيراً يصب في مصلحة الحركة الإسلامية، وليس بالضرورة أن تأتي الأسماء القديمة أو الأسماء التي تتقلد العديد من الملفات، فالأستاذ “علي عثمان” النائب الأول لرئيس الجمهورية ممسك بالعديد من الملفات، ويجب ألا يزحم بملف جديد يؤثر على صحته وعلى أدائه في بقية الملفات، وكذلك البروفسور “إبراهيم أحمد عمر” و”دكتور كمال” فهناك شخصيات الجميع يعلم مدى مقدرتها في العمل العام، وإن آثرت الصمت، فاكتشفوها واكتشفوا قدرتها على الإبداع والتطوير، بل ساعدوها في أكل العيش مثلها ومثل بقية الآخرين، فليس من العدل أن يمسك شخص واحد بعدد من الوظائف وشخص يملك نفس قدرة هذا الشخص ولا ينال موقعاً واحداً، وهو الأقدر والأجدر بالعمل فيه وليس بالضرورة أن يكون هذا الشخص من الشباب، ولكن هناك من الكهول من هم قادرون على العطاء في العمل العام.. وعندما يتفرغون للعمل يمكن أن يكون الأداء الذي يقدمونه أفضل من آخرين، فلا تحرموهم بحجة أن هذا الشخص هو الأنسب وهو الأقدر وهو يملك النفوذ والسلطة والقوة، وهل الذين برزوا على الساحة السياسية الآن هل كانوا معروفين لكل لمجتمع أو لإخوانهم، فالتجارب علمتهم وخلقت منهم شخصيات.
إن اختيار الأمين العام للحركة الإسلامية التي ينطلق مؤتمرها اليوم واختيار الأمين العام الجديد واحد من أجندتها، فاتركوا “شيخ علي” ولا تصروا عليه طالما الدستور الجديد ينص على أن لا يجدد للأمين العام مرة أخرى إذا انتهت فترة الدورتين، وكذلك البروفسور “إبراهيم أحمد عمر” والدكتور “كمال عبيد” فدعوهم يواصلوا إنجازاتهم في مواقعهم التي برعوا فيها، وأفسحوا المجال لدماء جديدة تكون أكثر حماساً وعطاءً بدلاً عن الوجوه القديمة، وكأنما الحركة الإسلامية التي تأسست في نهاية الأربعينيات وبداية الخمسينيات وحتى الآن من المميزين والمبرزين في المجالات كافة لا توجد فيها إلا وجوه واحدة تتولى الوزارة والرئاسة وتنتقل ما بين هنا وهناك، بينما هناك العشرات أو الآلاف القادرين على العطاء، فالحركة الإسلامية لم يصنعها شخص واحد ليكون هو على قمتها طوال تلك الفترة.. فأفسحوا المجال للآخرين ليمتد العطاء بينكم، وتصفى النفوس وابعدوا عن التطبيل وتكسير الثلج، ففصل الشتاء قد دخل.!