شبكات الإجرام والأعين الساهرة !!
برعت شبكات التزوير في اتخاذ العديد من الأساليب والحيل، واستطاعت أن تقوم بتزوير العملة الوطنية مرات عدة.. ولكن براعة الأجهزة الأمنية خاصة أفراد المباحث كانوا لتلك الشبكات بالمرصاد، وما إن يتمكنوا من تنفيذ خططهم وطرح العملة المزورة ففي لحظات يتمكن أولئك الفتيان الذين حباهم الله بموهبة عالية في الحس الأمني والوطني بإيقاع تلك الشبكات في قبضة الأجهزة الأمنية، وشبكات التزوير أو الإجرام لم توقفها الأجهزة الأمنية، ففي كل فترة تظهر شبكة على الرغم من أن الشبكة الأولى التي تم ضبطها في أمبدة أو الثورة أو الرياض أو الطائف فما إن تخرج من السجن تفكر مرة أخرى في خطة جديدة يقومون بتنفيذها.. ولم يكن التزوير قاصراً على العملة الوطنية أو العملة الأجنبية كالدولار وإنما برعوا أولئك في تزوير المستندات والبطاقات.
بالأمس التقيت بأحد الضباط في إدارة المرور وأطلعني على بطاقة عسكرية قام أولئك بتزويرها ولن يتمكن أي شخص من كشفها إلا من حباه الله بالحاسة الأمنية، بالإضافة إلى بعض العلامات التي تميز بطاقات ضباط القوات المسلحة، لا ندري كيف توصل أولئك إلى تزويرها، ولماذا تزور بطاقات القوات المسلحة وليس بطاقات الشرطة أو الأمن، ذكر لي الضابط أن شبكات التزوير خاصة في مجال المستندات أو البطاقات يحاولون خداع البسطاء في المجتمع نظير مبلغ زهيد من المال مثلاً تزوير بطاقة لضابط بالقوات المسلحة لتفادي عملية تظليل عربته، مدعياً الشخص أنه ضابط بالقوات المساحة ويحمل رتبة العقيد أو الرائد في حين أن الجهات المسئولة تسمح باستخدام التظليل للضابط الذي يحمل رتبة اللواء وفي هذه الحالة ينكشف أمر التزوير.. البسطاء من المجتمع يحاولون إضرار أنفسهم بالاستجابة لشبكات التزوير في خداعهم وغشهم باستخراج مثل تلك البطاقات والشهادات أو غيرها من المستندات والتي دائماً ينكشف أمرها.
إن الجهات الأمنية لم تكن محصورة في كشف عمليات التزوير فقط، ولكن من خلال متابعتنا لها نجدها قد قامت بكشف العديد من المحاولات التي تستهدف الإضرار بالوطن، منها محاولات تهريب الحشيش والذي ضُبط في أكثر من موقع أو ضُبطت الجهات التي تقوم بعمليات الترويج أو التوزيع وكذلك عمليات الخمور البلدية وغيرها، وكشف وضبط حالات الأعمال الفاحشة أو الفاضحة، كلها حالات لن يتم ضبطها وكشفها إلا من أوتي الحاسة الأمنية، وهناك حالات تهريب استطاعت قوات الجمارك ضبطها كالمحاولة التي تم ضبطها بمطار الخرطوم الخاصة بتهريب كمية كبيرة من العملات الأجنبية وسبائك الذهب، وكشف عمليات التهريب لم تكن قاصرة على مطار الخرطوم فقط، فهناك جنود مجهولون من أفراد الجمارك يرابطون على الحدود استطاعوا أن يضبطوا كثيراً من محاولات التهريب ورفضوا كل إغراءات المهربين فالبعض منهم راح ضحية أولئك والبعض استعصم بربه ورفض كل الرشاوى التي بإمكانها أن تنقذه من حالة الفقر ولكن ضميره وإيمانه العميق بالله والوطن حتم عليه ألا يسمح لهم بإدخال المواد المهربة مهما قلت أو كثرت… لذا على الجهات المسئولة في الأمن والشرطة أو الجمارك تحفيز تلك الأعين مادياً ومعنوياً حتى لا تضعف بسبب الضغوط الاقتصادية.