ولنا رأي

صراحة “شداد”

صلاح حبيب

البروفيسور “كمال شداد” رئيس الاتحاد العام للكرة السودانية، عرف عنه صراحته الشديدة، فلا يبالي في قول الحق مهما كلفه من أمر، ولذلك كثير من الناس أو المسؤولين لم يعرفوه جيداً، وتلك الصراحة سببت كثيراً من المشاكل في عالم المستديرة، طلبت منه مرة إجراء حوار، ووقتها كنت في صحيفة (الأنباء) لم يعترض على الحوار، ولكن كعادته وصراحته، قال لي صحيفتك (الأنباء) دي ما بتوزع، واتحداك نمشي لأقرب كشك جرايد نشوف توزيعها، لم أجاريه في الكلام وتوقفت معه في تلك المحطة، ولكن بعد فترة من الزمن زارنا في (الأنباء)، وجلس معنا ما يقارب الساعتين تحدث في كل شيء عن الرياضة، ولكن حينما طالبناه بالنشر رفض، وقال دي دردشة ساي ما للنشر.
قبل أيام تقريباً قابلته في وفاة شقيقة الأستاذ “محمد فرح” بشارع كرري، وسبق أن طلبت من القسم الرياضي بالصحيفة إجراء حوار معه، بعد أن عاد إلى الاتحاد من جديد، ولكن الزملاء دائماً إما أن يقولوا لم نجده أو رافض الحوار أو وعد لفترة قادمة، فجددت له السؤال مرة أخرى ولكن لم يُجب بنعم أو لا.. فوجهت له سؤالاً وقلت له لماذا يا بروف لم تصل فرقنا إلى نهائيات كأس العالم أو البطولة الأفريقية؟ فكان رده إننا غير مؤهلين لذلك، قلت ليه كيف؟ قال لي أولاً مسألة المدارس السنية وتدريب التلاميذ الصغار أصبحت غير مجدية واستبعدناها من حساباتنا، فقمنا بالبحث عن لاعبين بالحواري بأمبدة والثورات وبولايات السودان المختلفة، وأضعنا ما يقارب الستة أشهر ونحن نبحث عن لاعبين بتلك الأحياء تحت سن السبعة عشر عاماً ليكونوا نواة لفريق سوداني وبالفعل وجدناهم وتم الاختيار، ولكن المشكلة أن عدداً كبيراً منهم لم تكن سنه الحقيقية، أي تم الغش في العمر، ثم بحثنا عن آخرين وأسكناهم في فندق وصرفنا عليهم مالاً كثيراً حتى يتم تدريبهم بالبرازيل ليتعلموا فنون اللعبة من المختصين هناك، ولكن مع مرور الزمن اكتشفنا أن الوزارة لم يكن معها المال اللازم لقطع تذاكر السفر لهؤلاء الأولاد، وعندما سأل المختص عن اللاعبين بالبرازيل كانت الفترة المحددة قد انتهت. البروفيسور “كمال شداد” مولع بكرة القدم ويعطيها معظم وقته ولا يجامل، ولكن ما إن يجد لاعباً يستحق فيبذل قصارى جهده في سبيل إشراكه بأحد الفرق الرياضية، وأذكر في وقت مضى قبل أن يلتحق “رشيد المهدية أو رشيد العبيد” بواحد من أندية القمة، كان البروفيسور “شداد” معجباً به تماماً، وحاول المستحيل لإشراكه بنادي الهلال، فقال لي “شداد” في دردشة سابقة معه لقد أتعبني هذا اللاعب “رشيد المهدية” في ضمه إلى صفوف نادي الهلال، فكنت اذهب إليه بمنزله بالثورة، فإذا دخلت بباب الرجال خرج من باب النساء، ولكن صبرت عليه لأنه كان لاعباً مميزاً إلى أن تم تسجيله بنادي الهلال، إن البروفيسور “كمال شداد” يعد واحداً من الخبراء في المجال الرياضي في السودان، ويحفظ كرة القدم وإذا جلس في تحليلها تجد كل ما قاله كان صحيحاً إشراك لاعبين أو إخراج لاعب، ولذلك لم نستفد من خبرته كثيراً، فكرة القدم في السودان مكايدات وضرب تحت الحزام، وإذا ترك لاستفادت منه الأجيال الرياضية، وكان على الأقل درب لنا خبراء في المجال الرياضي، وسبق أن فقدناه لفترة من الزمن بسبب الكيد الرياضي إلى أن عاد الآن، فهل يمكن أن يترك ليقدم لنا ما تبقى له من عمر في عالم هذه المستديرة؟ نسأل الله له طول العمر، وأن يستفاد منه حتى نجد لاعبين نفخر بهم في كأس العالم.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية