ولنا رأي

سعادتو “بكري” الحالة بقت صعبة!!

صلاح حبيب

النائب الأول لرئيس الجمهورية، رئيس مجلس الوزراء القومي، الفريق أول “بكري حسن صالح”، ظل يتحدث كثيراً عن معاناة المواطنين واهتمام الدولة بقفة الملاح، ولكن منذ انتهى الحوار الوطني وما أفضى إليه من قرارات خاصة فيما يتعلق بمعاش الناس، لم نرَ على أرض الواقع شيئا يبشر بانفراج أي أزمة يعاني منها المواطن البسيط، فلو أخذنا على سبيل المثال السوق الذي ينتج معظم ما نتناوله من طعام هو من إنتاج تلك الأرض السودانية، فلو دخل السيد النائب الأول هذا السوق وحاول أن يتسوق بنفسه لوجد العجب العجاب من تضارب في الأسعار داخل تلك الأسواق، ولن يصدق أن ما يباع من تلك المنتجات وبتلك الأسعار الفلكية هي من أرضنا وليست من أرض أخرى، فهل تصدق سعادة النائب الأول أن سعر الطماطم التي تزرع في الأرض السودانية، وتروى من ماء النيل وليس من ماء مستورد قد وصل سعرها ثمانون جنيهاً وهل تعلم سعادة النائب أن سعر الكوسة قد وصل سعرها إلى أكثر من ستين جنيهاً وحتى الجرجير الذي لا يتناوله معظم السودانيين قد وصل سعر الربطة الصغيرة عشرة جنيهات أما الملوخية والخيار والعجور وغيرها من الخضروات التي يعيش عليها فقراء بلادي قد وصلت أرقاماً ليست في استطاعة أي عامل يتقاضى ألف جنيه شهرياً، وهذه الألف إذا دخل بها السوق فلن يتمكن من شراء معظم احتياجاته في ظل التصاعد وجشع التجار المستمر، ولا ندري ما هي المبررات التي جعلت أولئك التجار يرفعون الأسعار ألف في المية وليس المية المية، سيدي النائب الأول أنزل إلى السوق لتتأكد بنفسك على أن معاش الناس الذي تعتبره أولوية عندك أصبح حبراً على ورق، فالأسواق أصبحت بلا ضابط أو رابط، كل صاحب سلعة يبيع على كيفه طالما الدولة نايمة في العسل، ولم تتخذ من الإجراءات والقوانين الرادعة تجاه مصاصي دم هذا الشعب الغلبان، فكل السوق مشتعل فإذا نظرت إلى حال أولياء الأمور وهم مشلهتين مع المدارس وزيادات المصروفات لأيقنت أن الحال يحتاج منك إلى وقفة ووقفة كبيرة، أما الكتب والكراسات فأصبحت مستحيلة في ظل الغلاء الفاحش، ألم تشتم رائحة الكتاب سعادة النائب عندما كان يُصرف لك مجاناً؟ ألم تتذكر أن القلم والاستيكة والحبر كان يُصرف لكل التلاميذ مجاناً، ألم تتذكر أن الطالب ما كان عليه إلا أن يحمل شنطة من الدمورية أو من الجلد، وفي اليوم الأول تصرف له الكتب والكراسات دون أن يكلف أسرته مليماً واحداً، الآن سعادة النائب معظم المدارس لم تصرف للتلاميذ الكتب ولا الكراسات، لأن الكراسات أصبحت ثانوية بالنسبة لها، اتعلم سيدي النائب كم ثمن الكتاب الآن؟ أي كتاب.. لو دخلت السوق وتريد أن تشتري لابنك كتاب رياضيات أو انجليزي أو عربي، فما عليك إلا أن تدفع نصف ماهيتك في مجموعة بسيطة من الكتب المقررة، أما إذا أردت أن تدفع لمادة واحدة تظن أن ابنك محتاج إلى تقوية فيها، مثلاً مادة الكيمياء أو الفيزياء أو الرياضيات، فما عليك إلا أن تدفع مقابلها راتب أربعة أشهر، وحتى تعيش لابد أن تستدين.. الفساد دخل إلى التعليم، فالمعلمون أصبحوا سماسرة، فمادة الكيمياء وحدها لدى معلم متخصص تجاوزت الأربعة آلاف جنيه، فهل في استطاعة الأسر هذا المبلغ إذا كان رب الأسرة لا يتجاوز راتبه الشهري الألف جنيه؟، لذا عليك سعادة النائب الأول أن تنزل بنفسك إلى الأسواق لتنقذ المساكين والضعفاء من هذا الجشع الذي استفحل ولا حل له إلا بالقوانين الجادة.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية