ولنا رأي

ليست لنا ناقة في كأس العالم!!

صلاح حبيب

تعد كرة القدم من أحب الرياضات في العالم، وتحظى بقبول واهتمام كبيرين من قبل الجماهير، وذلك لما لديها من متعة لمتابعيها، فنحن الآن في نهايات كأس العالم 2018 التي تجري فعالياته في دولة روسيا،
إن الشعب السوداني يُعد واحد من شعوب العالم الذي يهتم بكأس العالم، على الرغم من فشل فرقنا في الوصول إلى النهايات منذ الانطلاقة، ولكن حبهم لهذه اللعبة جعلهم يتابعون مجرياتها ويحفظون أسماء اللاعبين ويحزنون حينما يغلب الفريق الذي يداومون على تشجيعه، مثل فريق البرازيل، فلا ندري ما الحُب الذي ربط أهل السودان بفريق البرازيل، ولكن قد يقول قائل إن البرازيل من أفضل منتخبات العالم أداءً لهذه اللعبة بل هي الأفضل في الوصول إلى نهائياتها، إضافة إلى المتعة التي يشاهدونها من خلال أداء اللاعبين منذ الساحر “بيليه” مروراً برونالدو وروماريو ورونالدينو وغيرهم من اللاعبين الذين سحروا العالم بالأداء المميز، ومن هنا أحب مشجعي السودان البرازيل، بل شاهدت الكثيرين يذرفون الدموع عند خروجها، ولكن حبنا لهذا المهرجان الكروي لا يجعلنا نهتم باللعبة ونترك الضروريات، فهناك من هم أهم بالصرف الذي يقدم لها من خلال الشاشات التي نصبت في الميادين أو الأندية لمشاهدتها، فهناك طلاب في أمس الحاجة إلى الكتب والكراسات وإلى وجبة الإفطار، فنحن ليست لنا ناقة أو جمل في كأس العالم، ومن أراد أن يستمتع بها عليه أن يصرف من ماله الخاص بشراء الشاشة أو الديجتال الذي بلغ سعره ملايين الجنيهات، ولكن من المال العام فهذا حرام أن نصرفه، وهناك من هم أحوج إليه، في المباريات الأولى حينما خرجت المنتخبات العربية من الأدوار الأولى، شاهدت مقطع فيديو لأحد المشاهدين العرب وقد اشترى أكثر من جهاز تلفزيون للاستمتاع بالكأس خاصة وإن عدداً من الفرق العربية مشاركة فيه، إلا أن هذا الشاب لم يتمالك أعصابه وهو يشاهد فريق تلو الفريق العربي وهو ينال هزيمة قاسية فيودع البطولة، فما كان منه إلا أن حمل كل الأجهزة التي قام بشرائها وبدا في تحطيمها واحداً تلو الآخر، متحسراً على الفرق العربية التي كان يمني النفس بمشاهدة أحدهم وهو يصل إلى الأدوار المتقدمة، وهذا الشاب دولته واحدة من الدول العربية التي وصلت روسيا للمشاركة في الكأس، ومن حقه أن يحطم تلك الأجهزة، لأنه اشتراها بحُر ماله، ولكن نحن مع شنو، ولماذا نصرف هذا المال على لعبة لم يصل فريقنا إلى ما وصلت إليه تلك الفرق، ومن حق الشعب أن يحزن على عدم المشاركة، كما من حقه أن يحزن على ضياع تلك الأموال التي كان بالإمكان صرفها في أوجهها الصحيحة، فالبلد في أزمة وقود ومحتاجة إلى هذا المال لجلب الجازولين والبنزين ونقوم نصرفها لكي يستمتع المواطنون بتلك اللعبة، في مصر القريبة كل أصحاب القهاوي أو المحلات الأخرى يهيئون الأماكن للمواطنين لمشاهدة المباريات نظير كباية شاي أو سحلب أو قهوة أو أي مشروب يكون عائده إلى صاحب القهوة، فما الفائدة التي نجنيها من الصرف والسفر لمشاهدتها، صحيح الشعب السوداني مولع بكرة القدم ويحب مشاهدتها، ويمكنه أن يصرف الملايين عليها كما يحدث الآن فهناك من اشترى جهاز الديجتال بمبلغ يمكن أن يكون عوناً لكثير من طلاب المدارس أو لبعض المرضى أو غيرهم من المحتاجين إلى هذا المال.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية