لو كنت في موقع الحكومة لاستفدت من مفارقات تحول هجرة المواطنين من المدارس الخاصة إلى المدارس الحكومية في هذا العام، من واقع فقد الثقة الذي ظل يلاحق المدارس الحكومية في السنوات الأخيرة، في مقابل تمدد المدارس الخاصة، لدرجة أن جميع الأحياء امتلأت بهذه المدارس رغم ضعفها، لكن المهم عند المواطنين هي خاصة، يدفع كل منهم من دم قلبه لتسجيل ابنه أو بنته لينال شرف الالتحاق بالمدارس الخاصة ذات الترحيل الصباحي.
الأغلبية العظمى من المدارس الخاصة التي قصدها المواطنون، ينقصها الكثير وعلى رأسها المعلم المتدرب والمؤهل، البيئة التربوية الصالحة.
دخلت العديد من الأسر هذا العام في موسم هجر المدارس الخاصة إلى الحكومية، وواضح أن الظروف وحدها من ساقت المواطنين إلى هذا الخيار بسبب الظروف الاقتصادية الضاغطة، فالحكومة بدأت مؤخراً في مراجعة حساباتها فيما يتعلق بفقد المواطن ثقته في الحكومة، وقبل أن تصل الحكومة إلى هذه المحطة وهي كسب الثقة وإعادتها وقد بذلت الكثير والكثير في الخصوص.
واحد من الأسباب التي قادت العديد من الأسر إلى الاتجاه صوب المدارس الخاصة هو المغالاة في الرسوم في هذا العام في مقابل موجة رفض هذه المدارس لقرار وزير التربية بعدم زيادة الرسوم على الأسر هذا العام، وللأسف أن المدارس الخاصة أصبحت مورداً رئيسياً لخزنة الحكومة وداعماً من جراء الأموال التي تتحصلها الولايات والمحليات، والأخيرة باتت لا شأن لها بكل الضجيج المثار، وإن ما يهمها كل ستدفع لها تلك المدرس الجديدة من رسوم ترخيص أو خدمات نفايات أو مياه أو غيرها من الخدمات.
كثيرون توصلوا إلى قناعة مغادرة المدارس الخاصة إلى غير رجعة والتوجه صوب المدارس الحكومية النموذجية فهذه تقدم من الخدمات مالا يتوفر في الخاص وتزيد على المدارس الحكومية غير النموذجية، يتوجهون صوبها حتى لو اقتضى الأمر أن يدفع ولي الأمر مساهمة مليونية معقولة لقاء تعزيز البيئة المدرسية وتحسين الخدمات، أتمنى أن تكون بداية الهجرة للمدارس الحكومية من هذه النموذجية منها والمُضي إلى المدارس الأخرى الحكومية غير النموذجية، وبذلك يمكن أن نعمل على وضع أرضية لإصلاح واقع الحال..
والله المستعان..