ولنا رأي

الجنوبيون هل يكملوا جميلهم؟!

صلاح حبيب

بدأت تلوح في الأفق بوادر الأمن والاستقرار وعودة الحياة إلى طبيعتها مع انتعاش الاقتصاد بالشمال والجنوب من خلال الاتفاق الذي تم الأيام الماضية بين الفرقاء الجنوبيين بالخرطوم، وها هم يتفقون ويوقعون على الترتيبات الأمنية وهي من اهم بنود الاتفاق الذي يساعد على الأمن والاستقرار، إن وقف إطلاق النار أحد عوامل الأمن، فالجنوب الذي التهب الفترة الماضية واندلعت المعارك بين الحكومة والمعارضة كان بسبب إطلاق النار في كل الجبهات مما أثر على المواطن الجنوبي ودفع به إلى خارج أرضه فعاد إلى عملية اللجوء من جديد بعد أن أصبح له وطن، فالحرب دائماً مدمرة ولكن ما تم الاتفاق عليه بالخرطوم وتبعه أمس الأول هذا التوقيع يُعد من بوادر الاستقرار بين الفرقاء أولاً وبين الدولتين ثانية، لأن اندلاع الحرب يؤثر على الطرفين، فالعقلاء من الإخوة الجنوبيين من المفترض أن يعضوا بالنواجذ على هذا الاتفاق، ومن حق الإخوة في الشمال أن يفرحوا للذي تم لأن اتفاق الإخوة الجنوبيين هو بداية لاستقرار الشمال الذي عانى من عمليات النزوح المستمر للاخوة الجنوبيين، وهذا النزوح أثر على الخدمات بالشمال لذا من حقنا كشماليين أن ندعم هذا الاتفاق إلى النهاية ونساعد إخوانا الجنوبيين على أن يستمر بينهم هذا التصالح والتفاهم ليس من أجل الحاكمين وإنما من أجل البسطاء من أبناء الشعب الجنوبي الذي كان يؤمل في بلد آمن ومستقر، ولكن المطامع الشخصية هي التي أدت إلى تجدد الصراع بينهم بل شردت الآلاف إلى خارج أرض الجنوب، فاليوم فتحت صفحة جديدة نأمل أن تكتمل ليعود الجنوب إلى حظيرة الوطن من جديد أن رغب الإخوة الجنوبيون في العودة إلى الأرض الأم وإلا فعلى الأقل يسود الاستقرار بينهم، فخطوة التوقيع على الاتفاقية للترتيبات الأمنية ستبث الأمل في الجسد الذي كاد أن يموت ودولة الشمال التي رعت الاتفاق إلى النهاية بالتأكيد ستعمل على تنشيط الاتفاقيات بين البلدين السابقة خاصة فتح العبور وفتح العبور يعني تدفق التجارة بينهم من مواد غذائية من وإلى الدولتين، فالجنوب الآن في حاجة ماسة جداً إلى تدفق المواد الغذائية والمواد البترولية إلى حين تشغيل آبار النفط من جديد وهذا النفط سيعيد التوازن بينهم خاصة الميزانيات المضروبة بسبب خروج البترول، فعودة البترول سترفع من جديد سعر الجنيه في الشمال والجنوب مع تراجع للدولار فالأمل الوحيد الذي ننتظره هو تدفق النفط من جديد عبر الأراضي الشمالية فعائده فيه فائدة كبيرة للجنوبيين وفائدة أخرى للشمال من خلال تحصيل العائد من هذا النفط، فإذا كانت القسمة بين الشمال والجنوب قبل الانفصال قد وصلت إلى خمسين في المية بينهم من عائدات البترول، ولكن تلك العائدات قد فقدها الشمال والجنوب بسبب الانفصال والحرب التي تجدد بين طرفي الصراع في الجنوب، فالآن نرى بصيص أمل وبارقة خير للطرفين الشمال والجنوب بعودة الأمن والاستقرار ثم تجدد تدفق النفط الذي يُعد الأمل الوحيد في انعاش اقتصاد البلدين، فطالما الإرادة أصبحت موجودة الآن بين هؤلاء الفرقاء واتفقوا على كل شيء فلن تستطيع قوى أخرى في ضرب هذا الاتفاق.. فعليهم أن يعضوا عليه بالنواجذ.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية