درجت الرئاسة الاحتفال بذكرى السُلطان “علي دينار” سنوياً وجاء هذا العام الاحتفال بها بوسط دارفور مدينة زالنجي تلك المدينة التي بدأت خطوات الإعمار والتعمير فيها بفضل الشرتاي “جعفر عبد الحكم”.
إن السُلطان “علي دينار” وهو أحد السلاطين الذين حكموا دارفور منذ زمن بعيد، وكان له الفضل في تأسيس تلك المملكة التي عرفها القاصي والداني بكسوة الكعبة لمدة عشرين عاماً، عندما اعترض الانجليز القوافل التي كانت تذهب إلى مكة، والسُلطان “علي دينار” واسمه الكامل “علي بن السُلطان زكريا بن السُلطان محمد الفضل”، المولود في العام 1865 بقرية الشاواية غرب نيالا، واستشهد في معركة برنجية ضد الانجليز، والسُلطان “علي دينار”، هو مفخرة للسودانيين ولا يقل عن الزعماء السودانيين الذين ناهضوا الاستعمار الانجليزي، ووضع لنفسه مكانة كبيرة ميزته عن كل السلاطين الذين حكموا المنطقة، ولم يكن السُلطان “علي دينار” رجلاً عادياً بل كان رجل دولة، واتخذ موقفاً إبان الحرب العالمية الأولى، وانحاز إلى جانب الخلافة العثمانية ضد الانجليز وهذا الموقف جعله يكبر في نظر الحكومة التركية إلى يومنا هذا، مما جعل الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان”، يهتم به كقائد إسلامي، ويعمل على ترميم قصره ومتحفه الذي بنى في العام 1912 وأصبح متحفاً للهدايا والغنائم التي ترد إليه، إن الاحتفال الذي شهدته ولاية وسط دارفور، وعلى الأخص مدينة زالنجي هو بمثابة تكريم لزعيم ومناضل إسلامي، شهدته المعارك إبان الحرب العالمية الأولى، حينما انحاز إلى الخلافة العثمانية، التي ردت إليه الجميل الآن تركيا، وعلى رأسها الرئيس “رجب طيب أردوغان” الذي اهتم بترميم قصره ومتحفه في الاتفاقية التي وقعت بين الحكومة وتركيا، وهذا الاحتفال سيساعد على نهضة وبناء المدينة مع تقديم العديد من المشروعات التنموية من مدارس ومستشفيات، وربما المطار الذي تم توقيع العقد عليه، فالسُلطان “علي دينار” يجب أن يتم الاحتفال به سنوياً ليس في دارفور وحدها بل حتى على مستوى المدارس ورياض الأطفال، لإعلام الناشئة بالدور الكبير الذي لعبه من أجل الإسلام والمسلمين.. وما إن يذكر السُلطان “علي دينار” إلا وقد ذكرت كسوة الكعبة المشرفة، التي درج على نقلها بالمحمل إلى مكة طوال فترة العشرين عاماً الماضية.. وظل السُلطان “علي دينار” يقدمها إلى المملكة بدون ضوضاء أو مصلحة أو منفعة خدمة لوجه الله، وما زال الإخوة السعوديين يحتفظون له بهذا الجميل وأقام السُلطان “علي دينار” قصره ومتحفه بمدينة الفاشر، وظل المتحف مزاراً لكل القاصدين المدينة، لما له من مكانة رفيعة في المنطقة وفي نفوس الناس والمتحف مبنى من الأحجار الصلبة والطوب الحراري وبنيت أسقفه من الأخشاب القوية، إضافة إلى عمل الأبواب والشبابيك من خشب القمبيل الذي وصى به الإغريقي “توماس”، فالأتراك كانوا معجبين بشخصيته منذ ذاك التاريخ وحتى الآن، ولذلك عندما زار الرئيس “رجب أردوغان” السودان، كانت من أولى اهتماماته ترميم الآثار السودانية، وعلى رأسها قصر ومتحف السُلطان “علي دينار” وعلى الرغم من الاهتمام التركي بالآثار السودانية خاصة قصر ومتحف “علي دينار”، ولكن يجب على الحكومة أن تهتم بهما أكثر، فهما يعدان من الموروثات الحضارية والتي يمكن أن تدر مالاً للدولة إذا ما اهتمت الدولة بهما واعتبرتهما من المزارات الأساسية للأجانب أو السياح فمتحف السُلطان “علي دينار” يمكن أن يدر على الدولة عُملات صعبة إذا ما أحسن استخدامه.