رأي

الحاسة السادسة

بامبي بالشطة!!

رشان أوشي
أمس الأول برفقتي صديقتي، أثناء تجوالنا بحثاً عن عربة هايس تقلنا إلى بيوتنا حينما سقطت الشمس في شباك الليل، باءت مجهوداتنا بالفشل لنصف ساعة، فتك بنا الجوع، قررنا تناول (تصبيرة) حريفة، وقع ناظرنا على شاب في مقتبل العُمر، يضع أمامه طاولة نظيفة ومهندمة، يعرض بضاعته المتواضعة (بامبي بالشطة)، غلبنا لعابنا غير آبهين بنتانة موقف جاكسون واستضافته لجيوش الذباب، حطينا رحالنا أمام البائع المتجول، سألناه عن سعر سلعته، أبلغنا أن السعر حسب الحجم، يبدأ من عشرة جنيهات لقطعة البطاطا الحلوة المتوسطة، ويرتفع من هنا، طلبنا قطعتين من (أبو عشرة).
شرع البائع في توضيب قطع البطاطا ووضعها في أكياس، ونحن نتجاذب أطراف الحديث، وقف شابان جوارنا رمى أحدهما قطعة نقدية فئة جنيه ومد يده لتناول شريحة من قطعة بطاطا مقطعة، زجره البائع، بأنه لا يستطيع بيع تلك القطعة التي لا تسد رمق قطة ناهيك عن رجل بالغ في العقد الثالث، حينها تدخل رفيفه الذي يبدو عليه الغضب، وقال (يا زول أنت بتتجدع فينا كده مالك؟ نحن جعانين ودايرين قدر قروشنا)، أسودت الحياة في وجهي حينها، ولفظت نفسي البطاطا الحريفة، وأصابني أحباط قاس.
غادرنا مكاننا ورفيقتي، نتحدث حول المشهد المؤلم الذي سطر لنا قدرنا أن نراه.
الجوع لا دين له.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية