المؤتمرات الصحفية التي تخلو من أسئلة الصحفيين عند انعقادها للوزراء أو الرؤساء لدى زيارتهم إلى السودان تكون بلا طعم أو رائحة، لأن طعم المؤتمرات الصحفية في تلك البهارات التي يسكبها الصحفيون على الرؤساء أو الوزراء الذين يجرون مباحثات بين البلدين، خلال الزيارة التي تستغرق يوماً أو يومين.
بالأمس وفي إحدى قاعات رئاسة الجمهورية، عقد مؤتمر صحفي بين الرئيس “عمر البشير”، ورئيس وزراء إثيوبيا “أبي أحمد”، الذي ابتدر أول نشاط خارجي له بزيارة السودان، كان قد حدد للمؤتمر الساعة الثانية ظهراً ولكن كعادة السودانيين بعدم الاهتمام بالوقت أو الزمن فقد انعقد المؤتمر الصحفي عند الثالثة والنصف ظهراً، كانت القاعة التي حددت لإجراء المؤتمر تعج بحركة مراسم الدولتين ومندوبي الوكالات والصحف السياسية الداخلية، مع بعض الكاميرات للإعلام الإثيوبي.
حجز الإعلاميون مكانهم باكراً في ما كان مدير الإدارة السياسية ومدير إدارة الإعلام بالقصر الجمهوري أول الحاضرين من المسؤولين، اصطف في الجانب الجنوبي الوزراء السودانيون وكان من بينهم وزير الدفاع الفريق أول “عوض ابنعوف” ووزير النقل المهندس “مكاوي محمد عوض” والباشمهندس “معتز موسى” وزير الري والكهرباء، ووزير الاتصالات “تهاني”، والدكتور “فضل عبد الله” وزير رئاسة الجمهورية، الذي أجلسه الأستاذ “حاتم حسن بخيت” مدير مكاتب رئيس الجمهوريةفي مقعده، ولا أدري هل أقفلت المراسم تحديد مقعد لوزير الرئاسة أم للسيد مدير مكاتب الرئيس “حاتم”؟، ولكن بروح رياضية تنازل الأستاذ “حاتم” عن مقعده للدكتور “فضل”، بدا المؤتمر الصحفي السيد الرئيس بالترحيب برئيس وزراء إثيوبيا، وتحدث عن العلاقات الأزلية بين البلدين، ووصف المباحثات التي جرت بين الجانبين كانت ناجحة، وقال هناك تفاهم في كثير من القضايا المشتركة بينهما، والعمل على تطويرها إلى الأفضل خاصة في المجالات السياسية والثقافية والاجتماعية.
السيد الرئيس كان يتحدث دون أن يستعين بأي ورقة خارجية، وجاء حديثه مرتباً، مما سهل على الإخوة الصحفيين متابعته كلمة كلمة، تحدث السيد الرئيس عن اللجنة العليا بين الجانبين والتي ستعمل على مراجعة كل ما هو متفق عليه إذا طرأت أي مستجدات.
الرئيس قال الحدود رسمها الاستعمار بين البلدين، ولكن سوف نعمل على أن تكون لمصلحة شعبي البلدين، خاصة في مجال حركة التجارة، والتزام السودان بتوفير الحماية من ميناء بورتسودان الذي يستفيد منه إثيوبيا في نقل بضائعها، دولة إثيوبيا لها تجربة في عمل خطوط السكك الحديد، وأمَّن السيد الرئيس على أن ربط عبر السكك الحديدية بين البلدين سوف تكتمل، بل يمكن أن تصل إلى الجارة تشاد، سد النهضة كان حاضراً في تلك المباحثات، ولكن السيد الرئيس قال إن سد النهضة سيكون لمصلحة السودان وإثيوبيا ومصر، ومصر لن تفقد حصتها من المياه بسبب قيام السد، ونعلم أن الجارة مصر كانت قد أقامت الدنيا ولم تقعدها بسبب قيام سد النهضة، ولكن وما جرى على لسان السيد الرئيس ربما يطمئنها كثيراً ويبدد مخاوفها السابقة، وكذلك رئيس وزراء إثيوبيا لم يقفل في حديثه سد النهضة، وحاول أن يطمئن الإخوة المصريين أيضاً بأن السد فيه منفعة لشعوب المنطقة.
رئيس وزراء إثيوبيا السيد “أبي أحمد” عبر عن سعادته بأن كانت أول زيارته الخارجية إلى السودان، كما عبر عن شكره للسيد الرئيس الذي أصدر قراراً بالعفو عن المعتقلين الإثيوبيين بالسودان، وقال إن شاءوا أن يبقوا أو يذهبوا إلى بلدهم، في ختام كلمة رئيس الوزراء الإثيوبي السيد “أبي” تحدث باللغة العربية الفصيحة بعد أن تحدث في كل المؤتمر باللغة الانجليزية، مما ووجدت الاستحسان من الجميع.