ولنا رأي

من سرب النتيجة قبل إعلانها!!

صلاح حبيب

بينما كانت الأسر تبحث عن شخص يخبرها بتاريخ إعلان نتيجة شهادة الأساس، إذا بشخص يقوم بتسريب النتيجة لإحدى الصحف قبل إعلانها باربع وعشرين ساعة، وتزين الصحيفة مانشيتها الرئيسى بعدد التلاميذ الذين حصلوا على المركز الأول قبل أن يعلن السيد الوزير الدكتور فرح مصطفى في مؤتمره الصحفي الصباحي أسماء المدارس الأولى والتلاميذ الأوائل، لقد تلفت أعصاب الآباء والأمهات والتلاميذ من تأخر إعلان النتيجة ولكن تسريب النتيجة إلى إحدى الصحف لا يقل جرماً عن الجريمة التى تم ارتكابها بتسريب مادة الكيمياء إلى التلاميذ، فمن قام بتسريب النتيجة يجب أن تتم مساءلته من قبل الوزارة، السبق الصحفى مشروع ولا غبار عليه، ولكن سبق صحفي لنتيجة لم تُعلن رسمياً من قبل الوزير والمسؤولين يعد جريمة لابد لها من عقاب للذين قاموا بها، إن ما حدث من تسريب يجعل وزارة التربية مكشوفة، ولن تسلم الوزارة من عمليات التسريب اليوم أو غداً أو بعد غد، فضعاف النفوس موجودون ويحاولون أن يضربوا تلك الوزارة، فقبل أن تنتهي عملية تسريب مادة الكمياء التي دفعت أحد التلاميذ للانتحار بسببها، ها هي النتيجة تكشف قبل أن تعلن بصورة رسمية، ولو قلنا إن النتيجة ممتازة أو جيدة أو أعلى من سابقاتها فلا غضاضة في ذلك، ولكن أن تاتي بعدد الناجحين وبالأرقام كما في النتيجة التي أعلنت صباحاً، فهنا الإشكالية وهذا يعني أن هناك جهة تحاول أن تضرب الوزارة فى أهم شيء لديها الامتحانات إن كانت قبل أن تجري أو قبل أن تعلن النتيجة، ربما يقول قائل إن الأمر سهل.. واصلاً النتيجة ستعلن، ولكن كيف يسمح السيد الوزير أن يقرأ في الصباح قبل أن يُعلن في مؤتمره الصحفي النتيجة، فيجد نتيجته قد سربت إلى الصحف.. ولو كنت مكان الوزير وإطلعت على الخبر بالصحيفة التي أوردته لا وقفت الإعلان إلى أن يتم معرفة الجهة التى قامت بكشف النتيجة قبل إعلانها، وأن تبدأ عملية المحاسبة لأي شخص مسؤول عن النتيجة، لا أدري ما هي فائدة المؤتمر الصحفي بعد الخبر المنشور، ولا أدرى هل الوزير يعلم أو آخر من يعلم بما يجري في وزارته الصحفي الذي قام بالحصول على الخبر أو قام بجرجرة المسؤول صحفي شاطر ولا يلام على ذلك ولا تلام الصحيفة، ولكن لا بد من محاسبة الجهات المسؤولة بوزارة التربية وربما تكون عمليات التسريب التي تحدث فى الوزارة قد أفقدت الجميع الثقة حتى النتيجة نفسها، يمكن أن يحدث فيها تلاعب طالما هناك جهات تقوم بمثل هذا العمل العبثي، الذي أضر بالتلاميذ وأسرهم، عندما كشفت مادة الكيمياء وجدت طالباً ملقى على سرير فى بقالة بأحد الأحياء، وكان من المفترض أن يكون فى حالة مذاكرة لدخول المادة التي تلي المادة المكشوفة فسالته لماذا لا تقرأ فأجابني ولماذا أقرأ طالما المواد تكشف ونحن نتعب وكيف ننافس أولئك الذين تتم مساعدتهم بهذه العملية، أي كشف الامتحانات، لم أستطع الرد عليه لأنه حديث منطقي ومقنع، فهناك خلل موجود الآن فى وزارة التربية، ولابد من تغيير الاصطاف الموجود بالوزارة الآن، واستبداله بآخرين يكونون أكثر احتراماً لهذه المهنة العظيمة التي أصبحت تفتقر إلى السرية والاحترام من أهلها أو الدخلاء عليها.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية