ربع مقال

أهل الديليفري

خالد حسن لقمان

أحد الأصدقاء الغاضبين على (كسل النسوان) يقول إن أكثر ما ساعد (نسوانا) على الكسل من عمل البيت وواجباته هو هذا المدعو (الديليفري) الذي بات الحل السريع والجاهز لكل (واحدة كسلانة وسجمانة) في طبعها وهمتها، خاصة من نسوان الجيل الجديد صاحبات (اللسان المعوج) و(الجبنة المعطشة جاءها بلا سبب ولا علة).. هذه الغضبة من هذا الصديق يبدو أنها باتت موجودة كزفرات حارقة، أصبحت تخرج الآن من صدور الكثيرين الذين يَرَوْن بأن الديليفري قد أرهقهم وحرمهم من تذوق الطعام السوداني المميز والموروث جيلاً بعد جيل، كما أنه أطاح بـ(الصينية السودانية التليدة) التي تجتمع حولها الأسرة لتأكل من ملاح اليوم الذي قد يكون عملياً (مغطى أكثر من ثلاثة لأربعة أيام وليس يوماً واحداً فقط) دون أن يمله أحد لأن الأيدي تلامست فيه والشفاه ارتشفته معاً واللسان تذوقه امتصه مع حلو العبارة ونداوة الكلمة وطرب المداعبة.. هكذا كانت الأسرة السودانية ببساطتها، حتى أطل علينا هؤلاء أصحاب الأرقام الأربعة.. أهل الديليفري.. كما يقول صديقي الغاضب.. قد يبدو هذا المشهد مضحكاً ولكنه في الحقيقة مؤلم بما يعكسه من عجز حقيقي في استيعاب أوضاعنا المعيشية وسقوطنا سقوطاً مدوياً في تنظيم حياتنا على النحو الذي يتناسب مع تلك الأوضاع، ولكن من نسأل؟..أدوات السلطة بعجزها آم آليات المجتمع المدني بتوهانها وغيابها عن الوعي.. ماذا ترون أنتم أيها السيدات والسادة ؟

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية