لحدى ما تسلمها عيسى!!
عندما أعلن السيد الرئيس عن برنامج الوثبة، ومن ثم الحوار الوطني وجاء إلى قاعة الصداقة أكثر من مائة حزب وعشرات من الحركات المسلحة، وظل أبناء السودان ما يقارب الثلاث سنوات يتفكرون في أمر البلد، إلى أن إنتهى الحوار بأكثر من 900 توصية لحل كل مشاكل السودان، وكان الأمل فى حكومة الوفاق الوطني التي ظننا أنها آخر مراحل الحل لتلك المشاكل، وتشكل الحكومة ودخل الوزارة العديد من أولئك المشاركين، وقلنا خلاص هؤلاء هم من يحلوا لنا مشاكلنا ولكن، كانت تلك الحكومة في نظر الكثيرين من أقل الحكومات التى حلت بالبلاد، ولم تستطع أن تحل أي مشكلة، بل تفاقمت مشاكل البلاد ووصلت إلى مرحلة لم تصلها حتى لما جاءت الإنقاذ، ووجدت الحال يرثى له، فإن عدم السكر وكل ضروريات الحياة الرغيف بالعدد لأفراد الأسرة، ولكن بحكمة الذين وقفوا وأعدوا لحل المشاكل تم إنقاذ البلاد من الكثير من المشاكل، وتوفيت العديد من السلع حتى الفواكه التى كان يشاهدها المواطن عبر الشاشات، فأصبح البرتقال والتفاح والعنب وكل الفواكه موجودة بالأسواق بكميات كبيرة، ثم قامت ثورة البترول ووقف لها رجال قلبهم علي البلد، طاغوت اليافي ووصلوا إلى الصين التى لم يحلم بها أحد أو يظن أن مخرج السودان من مشاكله، فأصبح سعر الدولار يعادل جنيهاً، وهذه لم تحصل خلال الفترة البسيطة من نظام الحكم، إلا أن بعض أصحاب الغرض والمرض والفاسدين أفسدوا على الأمة وهدوا كل الذى تم بناؤه بالصبر والعزيمة، وجاء ناس لاندري من أين أتوا إلى الحكم، وهم يعرفون أنهم لماذا دخلوا واستغلوا طيبة الرئيس، وكانت الوزارة من أجل أطماع أخرى، وبدأت الغضطة على الفاسدين، ولم يعلم السيد الرئيس أن هؤلاء هم من أرادوا أن يهدوا المعبد على الكل، وأصبحت هناك طبقات استأثرت بكل شيء بينما البسطاء والمساكين لم يجدوا غير الفقر والمرض، فانتشرت أمراض لم تكن في خيال أى مواطن سوداني، وأصبح العلاج عصياً عليهم، واستمر التدهور واستمرت الوعود بحل المشكلة، إلى أن وصلنا في حكومة الوفاق الوطني إلى الحضيض، فلم يصدق أحد في ظل تلك الحكومة التى وعدتنا بحل المشاكل أن يرتفع سعر السكر، وهو الوحيد الذي يعتمد عليه الإنسان في حياته، إلى تلك الأرقام الفلكية من يصدق أن زنة جوال السكر عشرة كيلو من خمسين ستين جنيه إلى 250 ألف جنيه، وزنة خمسين كيلو إلى أكثر من مليون جنيه، أما الزيوت فحدث بلا حرج، فالحياة أصبحت صعبة على سكان أطراف المدن، والدولة كل يوم تعدنا بالحل ولم تنظر إلى الذين تطاولوا في البنيان، وأصبحت الشركات لفئة محددة من البشر والغالبية العظمى من الوزراء والمسؤولين الذين اعتمدنا عليهم في حل مشاكلنا، والرئاسة بين الفينة والأخرى تصدر قرارات بإقالة فلان وعلان، ولكن الحال ياهو نفس الحال، اليوم لا أحد يستطيع أن يشتري كما كان قبل تلك الحكومة، وتلك الميزانية المضروبة.
سيدي الريس لقد وعدت بضرب الفاسدين والمفسدين وقلت في خطابك أمس أمام البرلمان لن ترحمهم وستفعِّل قانون الثراء الحرام، فان فعلت ذلك سيدي الرئيس وأعدت للدولة هيبتها وأعدت المال المسروق والمنهوب من أولئك، فأحكم فلن يسألك مواطن طالما حكمت بين الناس بالعدل، وقضيت على مواطن الفساد والمفسدين، وسيقول لك المواطن لن ترحل عنا، فسلمها لسيدنا عيسى طالما أعدت لنا الطمأنينة والاستقرار، لأن الوضع الآن لا يحتمل السكوت والصبر.