قطر في ميناء سواكن
دخل السودان ودولة قطر الشقيقة في شراكة إستراتيجية بتنفيذ ميناء جديد بساحل البحر الأحمر، كأكبر ميناء يخدم السودان وقطر ودول الجوار الأفريقي، وكان وزير النقل والطرق والجسور، الباشمهندس “مكاوي محمد عوض” ووزير الاتصالات القطري “جاسم بن سيف السليطي” قد وقفا أمس، بولاية البحر الأحمر، على المشروع داخل المياه عبر ونش أقل الوزيرين والوفد المرافق لهما، واطمأن الوزيران على الخطوات الجادة بعد اكتمال كافة البنود المتعلقة بالمشروع، وربما يتم اليوم التوقيع على مذكرة التفاهم بين الطرفين إيذاناً بالبدء الفوري في التنفيذ، وتبلغ تكلفة المشروع الكلي أربعة مليارات دولار، فيما تبلغ المرحلة الأولى منه (500) مليون دولار، ونصيب السودان من تلك الشراكة (51) في المائة، فيما يبلغ نصيب قطر (49) في المائة، وقال الوزيران في حديث مع الصحفيين إن المشروع يعد من أكبر المشاريع التي تقام على ساحل البحر الأحمر، وتستفيد منه كل دول المنطقة، السودان يعد من الدول التي تتقاطع مع معظم الدول لإقامة مشاريع إستراتيجية لما له من مكانة كبيرة في القارة الأفريقية، ولكن كما قال السيد الوزير “مكاوي ” إننا لم نكتشف أنفسنا حتى الآن.
الوزير القطري كان في قمة التفاؤل بقيام تلك الشراكة بين البلدين، وقال لن تؤثر تلك الشراكة على السودان وقطر، لأنها شراكة من أجل مصلحة الجميع، البحر الأحمر زاخر بالكثير والمفيد، ما جعل دولاً مثل الفلبين وفرنسا والإمارات تخطب وده أو الدخول معه في شراكة لتشغيل الموانئ.
فميناء سواكن الجديد يعد من أكبر الموانئ بالبحر الأحمر، وسيستقبل سفناً عملاقة تبلغ حمولتها أكثر من مائة ألف طن، وهذا سيساعد الموانئ الأخرى أن تتزود منه.
مدينة بورتسودان في أحلى أيامها، إذ أن الطقس يميل إلى البرودة مع السحب المتفرقة التي أعطت المدينة جمالاً على جمال، وربما هذا الذي دفع الكثير من الدول للدخول في مثل تلك الشراكة.
إن العلاقات السودانية القطرية وصفها الوزير القطري “السليطي” بأنها تاريخية وصاحبة في الجذور، ومن هذا المنطلق انطلقت تلك الشراكة على البحر الأحمر، وفيه تشغيل ميناء سواكن الجديد الذي يتيح لمعظم السفن العملاقة أن تستعمله في الصادر والوارد.
نعلم جميعاً أن السودان وبمثل هذه المشاريع، يكون قد بدأ انطلاقته نحو العالمية أو كما قال السيد رئيس الجمهورية إن السودان سيكون شنقهاي، خلال المرحلة القادمة طالما بدأ تلك الشراكة مع أصحاب المال من القطريين أو الفرنسيين أو الفلبين كلاعبين جدد في المنطقة، وميناء سواكن سيعمل جنباً إلى جنب مع ميناء بورتسودان، في نقل البضائع أو نقل الحاويات، وميناء سواكن ستتوفر له الإمكانات التي تجعله فعلاً عملاقاً في المنطقة، متحدياً السويس وميناء عدن وغيرها من الموانئ التي تعمل في النقل ونقول لدولة قطر التي لم تبخل علي السودان رغم الظروف التي تمر بها، ظلت تقدم له المساعدات والمشاريع، كهذا المشروع الذي يخرج السودان إلى حيز الوجود العالمي.