غصباً عنا!!
منذ أن دخلت عالم الصحافة في السادس من أبريل 1984م، بجريدة الأيام لم أنل إجازة سنوية، بمعنى الإجازة التي يتمتع بها الشخص خلال الشهر، الذي يمنح للموظف أو الصحفي، وظللت طوال تلك الفترة الزمنية الطويلة مواصلاً العمل، إلا في حالة السفر إلى خارج البلاد أو السفر مع المسؤولين في الزيارات الداخلية، ولكنها لم تعتبر إجازة، وربما عمل أكثر، نظراً للجري مع المسؤولين في تفقدهم للمشاريع أو الافتتاحات التي يقوم بها، ولكن هذه الإجازة أملتها ظروف الابن “حسن”، الذي جلس لامتحانات شهادة الأساس هذا العام، فكان يطالبني كل فترة بأخذ أجازة للبقاء معه، والوقوف معه مراجعاً له الدروس، أو مطمئناً له، ومن المفترض أن أحظى بهذه الإجازة في ديسمبر أو يناير الماضي، إلا أنني كنت دائماً أقول له سوف آخذها بعد كذا، أو في شهر كذا، إلى أن أصبحت الامتحانات قاب قوسين أو أدنى، وأصبحت أمام الأمر الواقع فأخذتها شهراً كاملاً، وقد غابت هذه الزاوية الراتبة، لأول مرة، منذ انطلاقة الصحيفة في السادس عشر من أبريل 2012م، إذ لم تغب هذه الزاوية طوال السنوات الست المنقضية من عمر وتاريخ الصحيفة، فاتقدم بالشكر الجزيل للقارئ الكريم الذي افتقدنا الأيام الماضية، والسؤال المتواصل عبر الهاتف الذي ظل يرن يومياً مستفسراً عن اختفاء الزاوية.. رغم أنني في آخر يوم كتبت أنني، وربما تغيب الزاوية بسبب الإجازة السنوية فلك مني كل احترام وتقدير، فأنت الزاد والمعين الذي ظللنا نواصل الكتابة بفضل التشجيع والإطلاع والمداومة على الزاوية والسؤال إذا غبنا.
ألف مبروك (المجهر)
نتقدم لأسرة صحيفة (المجهر) من رئيس مجلس إدارتها وطاقمها التحريري وللقارئ الكريم بمناسبة تربع الصحيفة وحصولها على المركز الثالث في التصنيف السنوي للمجلس القومي للصحافة والمطبوعات، فقد استطاعت الصحيفة وبفضل إدارتها وطاقمها التحريري وكل العاملين فيها أن تحافظ على المركز المتقدم منذ انطلاقتها في السادس عشر من أبريل 2012م.
إن الصحافة وكما وصفت بأنها مهنة النكد والتعب نظراً للمشقة التي يعاني منها الصحفي من أجل الحصول على الخبر والمعلومة والحوار والتحقيق وكل فنون العمل الصحفي كلها جعلته في حالة ركض يومي مما أثر عليه تأثيراً كبيراً في حياته الأسرية التي يغيب عنها منذ الصباح وحتى المساء، في عمل متواصل يومياً، ولذلك فإن الإجازة فيها ترويح للنفس وراحة للجسم والعقل، لذا أنصح الإخوة الصحفيين بنيل إجازاتهم السنوية للاستمتاع بها مع الأسرة، ومع النفس حتى يعود الصحفي إلى عمله وهو أكثر نشاطاً وحيوية وحُباً للعمل، فالصحفي أشبه بالآلة، فإن لم ترتح ستصاب بالعطب، فالراحة مهمة للصحفي ولأي إنسان يعمل في وظيفة يومية، فالإنجليز لم يقروها أن لم تكن فيها فائدة للإنسان. وأذكر أن الباشمهندس “السعيد عثمان” عندما تولى منصب المدير العام لصحيفة (المجهر) في العام 2000م، تقريباً كان حريصاً أن ينال كل صحفي إجازته السنوية، وكان يبدأ بنفسه قبل الآخرين، فقد سن سُنة حميدة، ولكن معظم الصحف لم تعمل بها، لذا أنصح إدارات الصحف أن تتمسك بهذه الإجازة لأنها ستمنح الشخص طاقة أكثر عند عودته.
العلاقات السودانية المصرية
زار رئيس الجمهورية “المشير عمر البشير” الأيام الماضية القاهرة وعقد قمة مع الرئيس المصري “السيسي” وخاطب جماهير المواطنين المصريين والجالية السودانية الذين احتشدوا في أحد الإستادات للاحتفاء بيوم الأسرة المصرية، لقد استطاع الرئيس “عمر البشير” أن يكسر الجمود في العلاقات بين البلدين، وقد شهدنا لأول مرة أن يكون العلم السوداني بجانب العلم المصري وهتفت الجماهير باسمه وباسم السودان، لقد كادت أن تنفجر العلاقات إلى الأسوأ بعد التوترات هنا وهناك، ولكن تلك الزيارة كان لها سحرها فقد أعادت المياه إلى مجاريها، وأكد الرئيس المصري “عبد الفتاح السيسي” على ذلك مما يؤكد أن “السيسي” لا يقل عن الرؤساء الذين حكموا مصر من قبل “عبد الناصر” و”السادات” و”مبارك” كلهم كانوا يستخدمون الدبلوماسية والحنكة في علاقاتهم مع السودان، وها هو الرئيس “السيسي” يستخدم نفس الأسلوب ولولا تلك الدبلوماسية ربما كانت الحرب قد قامت بين البلدين، فشكراً للرئيسين “البشير” و”السيسي” على تلك الروح الطيبة التي أعادت العلاقات إلى مسارها الصحيح.