الرئيس والقطط السمان !!
وصف رئيس الجمهورية المتلاعبين بقوت الشعب بالقطط السمان، وقال إن آخر العلاج الكي، وحالة القطط السمان لم تكن في السودان أو واحدة من الظواهر التي أطلت علينا بل كانت من الظواهر التي ضربت الاقتصاد المصري إبان عهد الرئيس الأسبق السادات، وسرحت تلك القطط ومرحت تنهش في عظم الاقتصاد المصري حتى كاد أن يتهاوى وها هي الحالة تطل علينا وأصبحت هناك قطط سمان لابد أن تكافح بالطريقة التي يعرفها رئيس الجمهورية، وهي القضاء على أولئك عن طريق القانون، والقانون الآن غير مفعَّل وإلا لما سرحت تلك القطط في الاقتصاد ودمرته، وأصبحت تلك القطط لها قطط صغار يمدونها بالأكل ريثما تكبر هي وتصبح ضمن تلك المنظومة، إن السيد الرئيس يعلم تماماً الذين ينهشون في عظم الاقتصاد السوداني ويعلم تماماً كيف بدأت تلك القطط ومن أين كانت تأكل ومن الذي ساعدها على الأكل الصغير إلى أن التهمت أكبر كمية ما لذ وطاب من هذا الطعام، وفي مقدمة هذا الأكل الدولار الذي جعلها تكبر بسرعة كما الدجاج الذي يطعم ويلتهم أكبر كمية من الطعام في الظلام، إن الاقتصاد السوداني يمر هذه الأيام بظروف صعبة جداً والسبب هذه القطط التي تتاجر في كل شيء في ظل الرقابة المنعدمة تماماً من الجهاز التنفيذي وربما القانون الذي لم يطل تلك القطط مما جعلها تتمدد وتكبر على حساب المواطن المسكين الذي لم يجد قوت يومه بسبب جشع التجار والمضاربين في العُملة التي جعلت كل من هب ودب يتاجر في الدولار باعتباره الربح الأسهل من قبل الفاقد التربوي، بينما أصحاب الشهادات العالية والدكاترة والمعلمين يكابدون لقمة العيش، إن السيد الرئيس طالما بدأت هذه الخطوة بفضح تلك القطط لابد أن تضرب بيد من حديد عليهم ولا تأخذك رأفة بهم طالما أرادوا أن يثروا على حسابك وحساب النظام وعلى حساب المواطن البسيط، فالأنظمة التي تتهاون مع تلك القطط من الصعب بعد ذلك السيطرة عليها طالما أصبحت أكثر من قطة في الميدان ولكن كما يقول المثل مشوار الميل يبدأ بخطوة وطالما السيد الرئيس بدأ تلك الخطوة وعرف كيف يتصدى لتلك القطط سيصل إن شاء الله، ولكن لابد أن يكون هنالك تعاون من الأجهزة المختلفة وعلى رأسها الجهازين التشريعي والتنفيذي بل يمكن أن تفعل الاتفاقيات الدولية في القاء القبض على كل من حاول أن ينهب ثروات البلاد أو حاول إخفاءها، إن إعادة ناهبي ثروات البلاد من الدول المختلفة ستخيف كل من تسول له نفسه التلاعب بمقدرات الأمة، فالفترة الماضية كانت الدولة إما خائفة وإما متسترة على تلك القطط، ولكن طالما الملف أصبح بيد رئيس الجمهورية فلا عذر لمن أنذر بعد ذلك، وكما يقول المثل السوداني: (الحشاش يملا شبكتو).. فإما أن تكون لدينا دولة قوية تتصدى إلى المتلاعبين بقوت الشعب وإما أن تكون تلك القطط لها معاونين في تمددها هذا.