شيء غريب جداً لا يحدث إلا في هذا البلد.. الأزمة الاقتصادية تكاد تخنقنا حتى الموت وهنالك رجل اسمه “علي أحمد حامد” والي البحر الأحمر.. لا يتوانى في صرف ملايين الجنيهات فيما يسمى بمهرجان البحر الأحمر للسياحة والتسوق.. بل يتمايل الرجل بضيوفه طرباً مع مقاطع المامبو السوداني وقائد الأسطول التي شدت بها بالأمس.. مجموعات من أطفال وصبايا مدينة بورتسودان.. في ما عرف بختام مهرجان البحر الأحمر للسياحة والتسوق الذي خرج في مشهد متكرر بمشاهده ولوحاته الخلفية وألعابه النارية منذ مطلع السبعينيات من القرن الماضي في عهد الرئيس الراحل “جعفر نميري”.. ولكن “النميري” كان يفعل ذلك والسودان في أوج ازدهاره الاقتصادي.. حيث كان الجنيه السوداني بثلاثة دولارات.. أما الآن فأنت تفعل هذا يا (هذا) والدولار يساوي أربعين جنيهاً.. فكيف هان عليك هذا البلد المعتصر اقتصادياً حتى (جاب أهله الزيت)؟؟.. بأي ضمير تفعل ذلك وبأي عقل يوافقك هؤلاء التائهون هنا في وزارة المالية ورئاسة الجمهورية.. فبالله عليك ماذا لو أعلنت عن إلغاء هذا المهرجان هذا العام نسبة للظرف الاقتصادي الذي تمر به البلاد؟؟.. لو فعلت ذلك لالتفت الناس لمهرجانك بأكثر مما فعلت صورة ختامه المستلفة في أفكارها ونمطها من عهد “النميري”.. المصيبة في هذا كله أن جدوى هذا المهرجان منعدمة.. فإذا كان يستهدف السياحة الداخلية فهو الآن عبء على خزينة الدولة وعلى المستجيبين له من الداخل.. وإن كان يهدف للترويج السياحي الخارجي فليس في هذا شيء من حرفية وفن وعمل الترويج السياحي العالمي الذي تتصدر جهده شركات متخصصة نشاطها بالخارج وليس داخل مطبخ والي البحر الأحمر.
اشترك بالنشرة البريدية ليصلك كل جديد
مقالات ذات صلة
شاهد أيضاً
إغلاق