قمة (البشير – سلفاكير) وفتح صفحة جديدة للعلاقات!!
نقلت معظم صحف الخرطوم الصادرة أمس خبراً عن قمة مشتركة بين الرئيس “عمر البشير” ورئيس حكومة الجنوب “سلفاكير ميارديت” في الثالث والعشرين من سبتمبر الجاري بأديس أبابا.
الأخبار التي تذيلتها الصحف حول هذه القمم جميلة ورائعة، ولكن لا ندري كيف ستكون على أرض الواقع، فقد حملت الصحف من قبل أخباراً مثل تلك حول انعقاد قمة مشتركة بين الرئيسين، ولكن اكتشف أخيراً أنها كانت مصيدة تستهدف رئيس الجمهورية، فهل القمة المرتقبة بين الرئيسين لا تضمر أي نوايا سيئة تستهدف رئيس الجمهورية كما فعلت بعض الجهات المسؤولة في حكومة الجنوب، وإلى أي مدى يمكن أن تحقق نجاحاً فيما يتعلق بالملفات العالقة مثل قضية أبيي وإمكانية استئناف ضخ النفط عبر الشمال من جديد؟!.
إن القمة المرتقبة إذا كُتب لها النجاح بالتأكيد سوف تساعد في استقرار البلدين والعمل على حل الأزمة الاقتصادية التي تأثرت بوقف ضخ النفط، علماً بأن الشمال كان يعتمد على البترول في ميزانيته بنسبة كبيرة، ولكن بعد خروج البترول تأثرت ميزانية الشمال، وتأثر المواطن في الشمال كثيراً؛ بسبب ارتفاع المواد الغذائية، وأصبح هنالك عجز في الميزانية لم تضع له الدولة حساب في حال انفصال الجنوب، ووقف ضخ البترول.
إن دور الوسطاء والممسكين بهذا الملف يحتم عليهم المساعدة في نجاح هذه القمة وحلها للمشاكل العالقة بين البلدين حتى يدخلوا التاريخ بهذا الملف العالق والشائك بين بلدين دخلوا في حروب امتدت لخمسين عاماً، وغبن سيطر على نفوس أبناء الجنوب فترة من الزمن، ولكن تجديد الثقة بين رؤساء البلدين هو الأمل الوحيد لحل كثير من المشاكل التي برزت على السطح بين انفصال الجنوب، وتكوين الدولة الوليدة التي كان يؤمل أهلها في الانطلاق نحو أهدافها وغاياتها، ولكن دولة الجنوب الوليدة لم تحسب حساباً لما بعد الانفصال، وحتى الذين كانوا مشاركين في دولة الشمال لم يحسبوا حساباً لذلك؛ مما مكن آخرين من أبناء الجنوب أن يرهنوا إرادتهم لجهات خارجية، زينت لهم أن الجنوب سيكون جنة الله في الأرض، وبإمكانهم أن يفتحوا على الشمال نار جهنم من خلال المناوشات هنا وهناك، طالما أنهم يمتلكون الذهب الأسود الذي لن ينضب، وبإمكانهم وقف تدفقه عبر الأراضي الشمالية، وإنهم يمكن أن يصدروا بترولهم عبر جهات أخرى، فصدق أولئك حديث المتآمرين، وأخيراً اكتشفوا ألا سبيل لتصدير بترول الجنوب إلا عبر الشمال مهما فعلوا أو أرادت تلك الجهات.. لذا تراجعت مواقف الإخوة في الجنوب إن كانوا الآن مشاركين في المفاوضات أو الذين يقفون إلى جوار الرئيس “سلفاكير”، فاقتنع أولئك واقتنع الرئيس “سلفاكير” أنه لابد من إعادة العلاقة مع الشمال من جديد مع تناسي لكل الخلافات السابقة، وفتح صفحة جديدة من أجل الاستقرار والتنمية والبناء والأعمار.