وزير المالية مودينا وين؟
قبل أن يعلن وزير المالية والاقتصاد الوطني رفع الدولار إلى ثمانية عشر جنيهاً، بدلاً من ستة أو سبعة جنيهات، ارتفعت أسعار السلع رغم وجودها في الأرفف لما يقارب الشهور أو العام. ارتفعت إلى أرقام خرافية لن يستطيع المواطن أن يقوى عليها، فزيادة الدولار الجمركي معناه زيادة كل السلع الاستهلاكية، فإن كانت الدولة تريد أن يكون لها مال بتلك الزيادات الجنونية فإن المواطن لن يستطيع العيش في ظل المرتبات المتدنية وتصاعد أسعار السوق، فوزير المالية ومعظم أهل الاقتصاد لم تتوفر لديهم أي وصفة يستطيعون أن يخرجوننا بها من تلك الحالة، فالمواطن تحمَّل الكثير عسى ولعل أن ينصلح الحال، ولكن لا ندري ناس (الركابي مودننا وين)، لقد هاجمت الصحافة الفترة الماضية الأستاذ “بدر الدين محمود” وزير المالية السابق هجوماً عنيفاً بسبب تصاعد سعر الدولار وارتفاع تكاليف المعيشة، وكل ذلك كان والبلاد محاصرة اقتصادياً، والآن وبعد أن رفعت شماعة الحصار الاقتصادي أصبحت الحالة أسوأ عما كنا فيه إبان فترة الحصار، فزيادة الدولار الجمركي إلى ثمانية عشر جنيهاً، تعني زيادة كل السلع الاستهلاكية، فهل يستطيع المواطن الغلبان أن يصبر أكثر على الوصفات التجريبية التي يقوم بها وزير المالية حتى تلفق إحداهما أو تزداد المعاناة أكثر، وهنا تذكرت حديث لشخص ذهب إلى إحدى دول الجوار، فقال لي: لقد نزلت في فندق خمسة نجوم محروس بالكلاب البوليسية وضرب عليه طوق أمني مشدَّد، ولكن رغماً عن ذلك اكتشف أن مبلغاً من المال كان قد وضعه في خزنة الغرفة، قد تسلَّل إليه أحد العاملين رغم سرية الخزنة، ولكن عندما سأل اللص كيف استطاع أن يفتح الخزنة رغم أنها مغلقة بالأرقام السرية أنكر في البداية ولكن في النهاية اعترف له بأنه كان يجرِّب الأرقام واحداً تلو الآخر إلى أن وصل الرقم الذي فتح له الخزنة، فنحن مع وزير المالية الذي يقوم بتقديم كل يوم وصفة إلى أن تفتح معه في النهاية، ولكن حتى تفتح معه سوف يموت ثلاثة أرباع الشعب من الجوع والمرض والحسرة. لقد عجز السيد الوزير والطاقم الاقتصادي تماماً من حل مشكلة الاقتصاد، ولو أنا في مكانهم لاعترفت بالفشل وأعلنت التنحي عن المنصب، عسى ولعل أن يأتي غيري، يكون أقدر في معالجة الأمر والوصول إلى إخراج البلاد من الحالة التي نعاني منها، فالعام كله تقدَّم علينا رغم أن جامعاتنا تخرِّج آلاف الاقتصاديين، بل تستعين دول كثيرة بهم في حل مشكلتها الاقتصادية، فيما عجز أهل الاقتصاد عندنا من حل تلك المشكلة، وظللنا كل فترة نجرِّب وصفة عسى أن تلفق معنا، فـ”أردوغان” الذي أخرج بلاده من حالة بلاده الاقتصادية المتردية كان يسأل وهو معنا في زيارته تلك، كيف نهض باقتصاد بلده في الفترة البسيطة، فالوصفة عنده مجرَّبة ولا تحتاج إلى تجريب أكثر يا سعادة الوزير.