ولنا رأي

"حسبو" في الشمالية

أقلعت بنا الطائرة الرئاسية التي تقل نائب رئيس الجمهورية، “حسبو محمد عبد الرحمن”، والوفد المرافق له الذي يضم عدداً من الوزراء ونواب البرلمان في طريقهم للولاية الشمالية، جالت بخاطري وأنا أطل من نافذة الطائرة إلى المساحات الكبيرة التي يتمتع بها الوطن وهي خالية من الإنتاج، وسألت نفسي لماذا كل هذا الصراع بين أبناء الوطن الواحد وهم لا يغطون واحداً في المية من تلك المساحة، من ذلك نجد الكل يبحث عن مشكلة وليست حلاً فإذا نظرنا إلى شعوب الدنيا وإلى المساحات التي يغطونها وكيف عمروها لتأكد لنا أننا أمة غير منتجة ولم تدهشني تلك المساحة الخالية من الإنتاج حتى مدينة دنقلا، ولكن ازدادت دهشتي عندما انتقلنا إلى طائرة هليكوبتر أخرى أقلتنا من دنقلا إلى منطقة دلقو والتي تبعد ساعة تقريباً عن دنقلا، ونظرت من النافذة وتجولت ببصري في كل الاتجاهات، فالأرض خالية من السكان والأعمار فتكرر نفس السؤال لماذا كل هذه الحرب ولماذا كل هذا الصراع، ولكن شفى غليلي ونحن نتجول مع نائب رئيس الجمهورية “حسبو” في تلك المنطقة التي بدأت تشهد إعماراً بل أحسست أن مواطن دلقو كله نشاط وحيوية وسعيد بالافتتاحات التي قام بتدشينها السيد النائب ممثلة في كهربة المشاريع الزراعية، والكهرباء واحدة من الهموم التي شغلت إنسان الشمالية وخاصة في المناطق الزراعية فقد لاحظت كيف كان الناس فرحة والسيد النائب يدوس على زر التشغيل الكهربائي لتتدفق المياه بكثرة مما يزيد من الإنتاجية في المحاصيل الزراعية المختلفة، وقال لي أحد المسؤولين بالمنطقة بأن الزراعة حينما كانت عبر الطلمبات كانت تستهلك كميات كبيرة من الجاز وكانت الأرض المزروعة تقدر بالف وخمسمائة فدان، أما الآن وبعد دخول الكهرباء سيتم زراعة ستة وعشرين ألف فدان بمختلف المحاصيل، وهنا أحسست أن إنسان الشمالية جبل على العمل الزراعي، وهذا سيضاعف من المنتجات الأخرى بجانب التمور التي تعد من المحاصيل الزراعية التي يعتمدون عليها، أما الفرحة الثانية ممثلة في الخدمات الأخرى والتي يجيء الطريق الذي سيربط المنطقة بالمناطق الأخرى، فقد دشن السيد النائب طريق أرقين والذي تبلغ مساحته (37) كيلو متراً ونصف، بتكلفة تبلغ (120) ألف جنيه، وهذا يعد من التحديات التي تواجه حكومة الولاية الشمالية، ومن الملاحظات الأخرى التي وقفنا عليها مع نائب الرئيس واسمتع إليها من الجهات المسؤولة التعدين الأهلي والذي بلغ عدد الَمعدنين ما يقارب الـ(80) ألف معدن، وهذا رغم كبير جداً إذا تمت مقارنته بعدد سكان دلقو والذي يبلغ عدد سكانها (150) ألف نسمة، ولكن بالتأكيد هناك إفرازات سالبة من هؤلاء، رغم الإيجابيات التي تدر مبالغ هائلة للدولة إذا ما استفادت من الكميات الكبيرة المستخرجة من الذهب.
إن زيارة النائب إلى الولاية الشمالية تحمل أبعاداً كثيرة أولاً تفقد الجهات المسؤولة إلى رعاياها بمناطق السودان المختلفة، والولاية الشمالية تعد من الولايات المظلومة، إذا قارناها ببقية الولايات الأخرى، وقد قالها رئيس اتحاد حلفا والمحس والسكوت وفي حضرة السيد النائب، فقال إن تلك المناطق تعد من المناطق المهمشة ولم تحظَ بالاهتمام من قبل الذين حكموا البلاد، إلا أنه تراجع وقال إن زيارة السيد النائب تجب ما قبلها، وها هو اليوم يقف على مشاريع التنمية ويقوم بافتتاحها بل يساهم في حل أي مشكلة تقع بالولاية الشمالية لقد حظي السيد النائب ووفده المرافق باهتمام كبير من والي الولاية المهندس “علي العوض”، إلى أصغر مواطن بها فقد كان الترتيب في قمته منذ أن صعدنا الطائرة وإلى أن نزلنا بمقر الإقامة..
 ولنا عودة..

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية