معارضة الفساتين
{ مرة أخرى تعود المعارضة لرفع فساتين الفتيات والنساء في وجه الحكومة طمعاً وسعياً وراء فوز طال انتظاره بإسقاط النظام، بعد أن خارت بندقية المعارضة وانكسرت في ميادين المواجهة في المنطقتين ودارفور معاً، لأن المعارضة الطامحة في الحكم لا تقاتل أصلاً.. لكن تختبئ وراء بندقية جهوية ومناطقية، ترفع السلاح في وجه المركز لأسباب لا علاقة لها بأطماع المعارضة، التي حينما لم تحقق البندقية أحلامها وعجزت عن المواجهة الجماهيرية في الشارع وأعياها نضال الخارج واللعب على تناقض العلاقة بين الخرطوم وبعض الجيران، لم تجد غير الاختباء بين فساتين الفتيات من أجل الوصول للهدف المقدس، ووراء بنطال “لبنى أحمد حسين” كانت المعارضة تنتظر نصراً من الغيب يأتي.. وذهبت “لبنى” إلى فرنسا مستفيدة من ثمن معركة البنطال واستثمار واقعة القبض والمحاكمة وتركت المعارضة هنا.. تبحث عن بنطال آخر وفستان جديد ترفعه عالياً من أجل تحقيق الانتصار على النظام القابض على أنفاس الفتيات كما تقول مزاعم المعارضة.
{ في الأسبوع الماضي نشبت معركة أخرى حول فستان فتاة تدعى “ويني عمر” قيل إنها من الناشطات في المعارضة.. والمناهضات للقانون الجنائي السوداني المادة (152).. و”ويني عمر” التي كسبت شهرة واسعة في وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام الخاص كانت أشجع من المعارضة التي لم تحضر لميدان التظاهرة الموعودة في ذلك اليوم الذي كتب فيه الراحل “نقد” (حضرنا ولم نجدكم).. اختارت “ويني” أن تخوض معركة “ذات الفساتين” بنفسها، فإما انتصار يفرح الجالسين في كراسي الانتظار بسقوط النظام تحت فستانها، أو أن تنال من نعيم المعارضة تأشيرة خروج إلى بلاد الإفرنج بعد أن تصدر المحكمة حكماً بجلدها وغرامتها، وترفض دفع الغرامة فتذهب لسجن أم درمان ومن هناك تفتح لها السفارات أبواب الخروج بادعاء أنها مضطهدة في بلد يتشدد في تطبيق الشريعة الإسلامية التي تطالب معارضة فساتين الفتيات بإلغائها من أجل حرية المرأة.
وقد تعلّم القضاء السوداني من تجارب السنوات الماضية الفرق بين الفستان المرفوع من أجل الثمن المدفوع والفستان الذي تتزين به المرأة في المناسبات الاجتماعية.. ولا قيد ولا جحر على حرية الأفراد.. وأطلق القضاء حكمه ببراءة “ويني عمر” من تهمة ارتداء ملابس فاضحة، وخسرت المعارضة معركتها وخاب أمل “ويني” التي كانت تنتظر حكماً يحقق لها أهدافها السياسية والاجتماعية، وانكسرت حاملة راية إسقاط النظام.. وتبدت الحسرة في الوجوه الناعمة والوجوه التي نعمتها النعمة وهي تنتظر أمام المحكمة صدور الحكم على “ويني عمر” لترفع الفستان وتستظل بظله عله يسقط حكم (الكيزان) المزعوم!!
{ ولأن الانقاذ جاءت برجل قانون فقيه وعالم وقارئ له رؤية عميقة ونظرة ثاقبة ووضعته في منصب النائب العام.. وقد أجهض “عمر أحمد” من قبل نشوب معركة فستان “ويني” ادعاءات ناشئة صحافية تطاولت على مقدسات الأمة الإسلامية.. وشهقت بالكفر والإلحاد.. وهي في حالة لا وعي، فأطلق النائب العام سراحها وشطب البلاغات الموجهة لها.. ونظر بعمق لقضية الصراعات المذهبية، وشطب كذلك بلاغات التكفير والردة.. لتجد المعارضة نفسها تجلس في (راكوبة حاحاية) تنتظر أن تتبرع لها ناشطة بفستان أو بنطال تشتم منه رائحة إسقاط النظام.
تلك هي خيبة معارضتنا أطال الله عمرها.. ومدها بمزيد من الفساتين لخوض معركة المصير الواحد، كما يقول “صلاح الدين البيطار” أحد فقهاء مذهب حزب البعث في قديم الزمان.