ولنا رأي

جرد حساب لعام مضى!!

يلملم العام 2017 أطرافه للرحيل، والكل يعمل على جرد حساب لما أنجز وما أخفق في الإنجاز، والدولة تعمل على قفل الحسابات وتودع الميزانية للعام الجديد قبل إجازتها أن كانت مبشرة أو معجزة، فعام مضى بكل ما تحمل الكلمة من المعنى المتعارف عليه، فهناك ممن سعدوا فيه بالزيجات واستقبال المواليد الجُدد، وفيهم من ودعوا المقاعد الدراسية ومنهم من حصل على وظيفة محترمة في المؤسسات التي تمنح بالعُملة الصعبة، ومنهم من غادر البلاد إما رهقاً من المعيشة وإما بغرض التغيير كلها حالات من التغيير وعلى الرغم من أن العام وهو يقترب من النهاية ولكن تبقى الاحتفالات التي يستعد لها إخوانا أصحاب الطوائف الدينية المختلفة وهم الآن على أحرَّ من الجمر للتحلل من صيامهم، وأما الآخرون فهم في حالة استعداد للاحتفال برأس السنة التي درج الناس على الاحتفال بها في أجمل حُلة بالداخل أو الخارج والآن يتبارى الفنانون لاختيار الأماكن المناسبة لقيام حفلاتهم في أي ولاية من الولايات التي تسعد بمقدمهم بعد التضييق الشديد الذي مورس على البعض، فرأس السنة تعد من المناسبات الجميلة التي يستعد لها الناس قبل فترة أن كان على مستوى الأسر أو على مستوى الأصدقاء الذين ينظمونها في الأمكنة أو الصالات أو داخل المنازل فالعام 2017 قد يكون خير وبركة على هذا، وقد يكون على الآخرين مليء بالأحزان والتعاسة، فالشعب السوداني الذي كان يمني النفس بالحياة الرغدة والرفاهية بعد رفع الحصار الذي فرضته الولايات المتحدة الأمريكية علينا لما يقارب العشرين عاماً، ولكن جاء القرار بغير الذي كنا نشتهي فعام معظمه معاناة وشظف في العيش ونكد وبؤس وشقاء على الكثيرين من أبناء بلادي والحكومة التي تردد كثيراً في خطاباتها أن قفة الملاح أو معاش الناس من أولوياتها، ولكن مازالت الأولويات يا حكومة بعيدة جداً ومعاش الناس أصبح حلم المنال بل أصبح البعض يردد يا ريت العقوبات ما اترفعت لأن واقع الحياة قبلها كان أفضل من الأماني التي كنا ننتظرها فالدولار في تصاعد مستمر وإن اختفى الأيام الأخيرة بالقرارات التي اتخذتها الدولة بعد أن أصبح التجار يزايدون في السعر، ولكن رغم القرارات القاسية التي فرضتها الدولة على تلك الفئة، ونقول الحال ما قبل تلك القرارات كان الأفضل على الأقل لو في شخص يريد أن يسافر إلى العلاج بإمكانه أن يجد القليل الذي يسد الرمق ولكن القرارات جففت السوق تماماً فحياة الناس في هذا العام لم تكن كما يريدون فهاجرت أعداد كبيرة إلى الدول العربية والأوربية وهي محمدة على الأقل أن توفر القلة التي خرجت للتي ما زالت صابرة لها بعض متطلبات الحياة، أن الحياة ستمضي طالما هنالك أمل لتغيير الواقع.
إن كان العام في طريقه إلى الأفول فإن البلاد تستشرف عاماً جديداً أوله نيل البلاد استقلالها من المستعمر الذي جثم على صدرها عشرات السنيين وهو الأمر الناهي والمسيطر، ولكن على الرغم من القبضة القوية التي أمسك بها إلا أنه أقام الكثير من المشاريع التي ما زالت تقف شامخة بل علم جيلاً عظيماً من أبناء هذه الأمة، التي أرست قواعد العمل المدني والسياسي والاجتماعي وأصبحت أمة مميزة عن سائر الأمم بتلك السحنة وبهذا الكبرياء والشموخ والعفة التي جعلت لنا اسماً ورمزاً في القارة السمراء أولاً قبل المنطقة العربية والإسلامية فنأمل أن يأتي العام القادم ونحن أكثر أمناً واستقراراً وسعادة ورفاهية.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية