رأي

عز الكلام

وهل يحتاج الرئيس؟
ام وضاح
رغماً عن إحباطات كثيرة لازمت بلادنا منذ استقلالها، ورغماً عن فشل ظللنا نتجرع مراراته حكومة بعد حكومة وتجربة إثر تجربة، ورغم أننا لم نحقق طموحاتنا كأمة إلا أن ذلك لا ينفي أننا أصحاب تجربة سياسية ثرة وحراك فكري شهدته هذه التجربة الطويلة الممتدة بكل أحداثها ومنعطفاتها، واستطيع أن ادعي أن المواطن البسيط يملك وعياً سياسياً وفكرياً يجعله يميز الأحداث والأقوال والأفعال، ويتخذ من القرارات والمواقف ما يراه صائباً ومناسباً ومنطقياً وفي ذلك لا يحتاج إلى وصاية وما داير يحرشو واللا يلزو وعلى هذا المستوى بالضرورة أن أقيس وعي السياسي السوداني الذي يفترض أنه يحسب خطاويه قبل أن تقع كراعه الواطه، وبالضرورة أيضاً أنه غير مجبر على اتخاذ موقف أو تكوين رؤية ما لم يكن مقتنعاً بها، وعلى هذا الأساس لم استطع أن استوعب الهوشة الحاصلة هذه الأيام، تحت مُسمى (شباب حول الرئيس)، بدعوى مبايعة الرئيس “عمر البشير” لولاية تالتة في ٢٠٢٠، وكدي في البداية خلوني اقول إن الرئيس “البشير” الذي حكم هذه البلاد لثلاثين عاماً شهد فيها أصعب لحظات المخاض لتحولات تاريخية واقتصادية وأمنية، هو بالضرورة سياسي من طراز فريد، والرجل الذي حكم بلاد هي في منطقة الخطر حيث إنها محاطة في أكثر من اتجاه بحدود ملتهبة ومصابة بالحمى، لكنه ظل ممسكاً اللجام ولم ينفلت من بين يديه ليرمح الفرس ويخرج عن السباق، والرجل وطوال الثلاثين عاماً حيَّر خصومه الذين (استعدوا) عليه الشرق والغرب، وحرشوا عليه بغاث المحكمة الجنائية، وفي عز العاصفة اتخذ قرارات رجولية فسافر إلى قطر.
رغم التهديد والوعيد، ورجل بهذه المواصفات اعتقد أنه لا يحتاج للجنة تعبئة أو جوقة هتاف، لتملي عليه اتخاذ موقف ما في وقت ما، خاصة أن كان الأمر هو في الأصل شأن حزبي يمكن أن تقرره أروقة حزب الرئيس بشكل سلس وروتيني، وهو شأن يفصل فيه الأخ الرئيس نفسه بكل ما أوتي من تراكم خبرة وممارسة سياسة وحكمة اكتسبها بالمواقف والأحداث والأزمات التي خبرها وخبرته، وبالتالي لا ادري لماذا يصر بعضهم على أن نعيش أجواء أفلام (المقاولات)، والمخرج في هذه الأفلام يفترض أن تسخين الأجواء لا يكون إلا بمشاهد الآكشن أو الإثارة خارج السياق والنص.
الدايرة اقوله وبشكل حضاري جداً، وعلى فكرة أنا من أنصار أن يرشح الرئيس نفسه لدورة ثالثة، حتى لو عدل الدستور الذي ليس هو قرآناً منزلاً أن كان ذلك في مصلحة البلاد والعباد.
 الدايرة اقوله وبشكل حضاري جداً، أن ترشيح الرئيس لا يحتاج إلى (التراس) لتسخين ما قبل المباراة، وليت هؤلاء الشباب اجتمعوا حول مشروع إستراتيجي حقيقي من خلاله يوجهون الطاقات والإمكانيات لفعل إيجابي يخلق التحول ويصنع الفرق، بدلاً أن يشغلونا ويشغلوا أنفسهم طوال ثلاثة أعوام قادمة بقضية واحدة وموضوع واحد، أنا اثق أن الوحيد الذي يملك مفتاحه هو “البشير” نفسه.
كلمة عزيزة
كل من قرأ وتابع قصة الأب الذي تعرض أولاده الثلاثة لحادثة اغتصاب شعر بالحزن والألم والغضب في آن واحد، وهي مشاعر تداخلت بسبب الفعلة نفسها وبسبب التغيير النفسي والاجتماعي الذي أصاب المجتمع، لكنني في ذات الوقت ألوم الأسرة على عدم الحرص الذي مارسته مع أبنائها، لدرجة إرسال طفل عمره سنتين إلى الدكان، لم يفتقده أحد طوال فترة غيابه، وكذا أشقاءه الذين هم أكبر منه سناً.
اعتقد أن دور الأسر مهم وضروري في المراقبة والمتابعة والحذر، لدرجة الهوس حتى لا تتكرر هذه المأساة.
والمهم الآن أن يفش غليل هذه الأسرة بمحاكمة عاجلة لهذا المجرم، حتى يكون عبرة لغيره من المرضى وضعاف النفوس.
كلمة اعز
أكرر للمرة المليون راقبوا ملف الأجانب الذين نعطيهم الأمان بطيبتنا المعهودة وحسن ظننا بالآخر.
يعني مثلاً لاحظت في الشارع الذي أمر به يومياً وهو داخل حي سكني وبه عدد من المدارس والرياض شاباً أجنبياً يبيع على قارعة الطريق وبشكل يومي الحلوى والفطائر،
مندمجاً (وآخر حلاوة) مع المارة والمشترين ولا أحد سأله عن هويته أو ماضيه أو حتى أين يسكن ومن أين يأتي؟

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية