لماذا بون.. الخرطوم (مالا)؟
عدد من قيادات المؤتمر الشعبي برئاسة الأمين العام الدكتور “علي الحاج محمد” يرتبون للقاء مع الحركات المسلحة والجبهة الثورية بالعاصمة الالمانية “بون” واللقاء بالتأكيد يكتسب أهمية كبيرة خاصة وإن اللقاء يجمع قيادات الشعبي بقيادات أمثال “عبد الواحد نور” و”جبريل إبراهيم” و”مناوي” وهؤلاء الثلاثة إذا نجحت قيادات الشعبي في لقائها معهم وأقنعتهم بالعودة إلى حضن الوطن والانسجام مع العائدين من التمرد، تكون ضربة تحسب للشعبي ولكن لماذا دائماً معارضينا لا يثقون في الجلوس على طاولة واحدة داخل أرض الوطن لماذا هذا الصرف الكبير على مباحثات أو لقاءات بين أبناء الوطن الواحد بالخارج، ولماذا لا يكون هذا اللقاء الذي يبحث قضية وطن لا تتوفر لأبنائه الثقة فيما بينهم والجلوس بأي مدينة بالداخل، الخبر الذي صدر من قيادات الشعبي لانعقاد هذا اللقاء يعد من الأخبار الحسنة ونحن نحاول أن نودع عام كامل من فقد الثقة بين هؤلاء وهؤلاء لذا لابد من دعم هذا اللقاء من كل الأطراف بالداخل والخارج فالإمام “الصادق المهدي” المهموم بقضايا الوطن من المفترض أن يكون أول الداعمين لهذا الخط الذي نأمل أن يكلل بالنجاح لطي صفحة سوداء من تاريخ هذا الوطن الذي كانت صفحته بيضاء في كل الأمكنة واليوم نريد أن تعود تلك الصفحة المفقودة من تاريخه إلى حظيرته بعد أن بدأ اليأس يدب في أوصالنا بسبب تعنت بعض الإخوة في الحركات المسلحة التي اختارت طريقاً لم يألفه أهل البلاد إلا وهم مجبرون عليه، فالدكتور “علي الحاج” ولما يتمتع به من قبول من معظم الأطراف السودانية أن كانت على مستوى الدولة أو على مستوى المعارضة، وها هو ومنذ أن ترك ديار الفرنجة وعاد إلى الوطن ليكمل مسيرة البناء التي وقف عليها منذ أكثر من خمسين عاماً ينادي بالعدل والمساواة واليوم يخطو هذه الخطوة وهو يمشي ملكاً بين الإخوان والأصدقاء، فالإخوة في الحركات المسلحة “جبريل ومناوي وعبد الواحد” نهمس في أذانهم بأن الزمن يمضي والعُمر يمضي ولم يبقَ من العُمر إلا القليل، فلابد أن نستثمر هذا اللقاء من أجل المرأة التي ترملت والطفل الذي أصبح يتيماً والشيخ الذي فعلت به المقادير وأصبح لا يدري هل اليوم (السبت) أو (الخميس)، فمن أجل هؤلاء لابد أن تلتئم الجراح وأن نغمد السيف وننزع فتيل الحرب وأن نطوي خلافاتنا من أجل وطن ينتظره الكثيرون، فلقاء (بون) سيكون من أهم اللقاءات التي تعقد وشمس 2017 في طريقها إلى الأفول فهل ينسى المؤتمرون خلافاتهم؟ وهل يكون الدكتور “علي الحاج” حمامة ترفرف في سارية علم الاستقلال الذي نطوي (اثنين وستين) عاماً من نيله.. ليس ببعيد أن ينسى الإنسان غبنه أو مشكلته الشخصية، من أجل وطن حدادي مدادي يحاول كل واحد منا أن يضع لبنة في بنائه، نقول للأخ “جبريل” لقد رحل “خليل” ولم يتغير أي شيء، فازدادت معاناة أهلك بل ازدادت سوءاً وكذا الحال بالنسبة للأخ “عبد الواحد نور”، الذي كان آنذاك قاب قوسين أو أدنى من توقيع الاتفاقية مع الحكومة، فنقول له ما الذي كسبته وأنت هائم بين العواصم؟ بل دخلت دولة لم يفكر فيها أهلك المشبعون بالإيمان والقرآن، أما الأخ “مناوي” فقد دخلت القصر الذي يحلم به كل حادب على المصلحة الوطنية، وخرجت كما تخرج الروح من الجسد فلم تكسب شيئاً غير المعاناة والبؤس والشقاء، فالآن لاحت فرصة غسل الجرح بماء الوطن الطاهر، فهلا استجبت لتركع فيه بقية العُمر؟
نأمل ذلك.