البرلمان تأخر كثيراً!!
حملت صحف الخرطوم الصادرة أمس، أن البرلمان يخطو نحو إسقاط عضوية “تراجي مصطفى”، بعد تغيبها لفترة طويلة من المشاركة في اجتماعات البرلمان، العضوة “تراجي” لم يكن البرلمان هدفها الأول في الحصول على مقعد داخله، بل كانت مساعيها وطموحها أكبر من ذلك، رغم أن أهل السودان قاطبة لم يسمعوا بهذه “التراجي” في عمرهم، ولكن المؤتمر الوطني أراد أن يجعل من “تراجي” شخصية لها وزن داخل وخارج السودان، بعد أن نفضت “تراجي” يدها من المعارضة، وشنت هجوماً لم تستثنِ أحداً بلسانها الذي ينفث سماً على الجميع بلا حياء أو احترام ولا أدب، فكانت “تراجي” تضرب يميناً وشمالاً وهي فاقدة البوصلة السياسية، ولما وجد المؤتمر الوطني ضالته فيها حاول أن يعمل منها نمراً من ورق، وصدقت المسكينة اللعبة فزادت من شتائمها وعدائها للمعارضين، وظلت بين الفينة والأخرى تصدر تسجيلاً قليل الحياء وبدون تورع أو مراعاة للصداقة أو أيام النضال، تسب هذا وتسب ذاك، إلى أن استقبلتها الإنقاذ وكأنها استقبلت “صلاح الدين الأيوبي” وفرشت لها الأرض واستقبلها كبار القوم ظناً منهم قد وجدوا من يعري لهم المعارضة، وهي الحاصلة على شهادة البراءة من الدول بذيئة الحديث، فجاءت “تراجي” وأنزلت فنادق خمسة نجوم ذات الوجبات الشهية والمياه العذبة، وصدقت أنها يمكن أن تأتي وزيراً اتحادياً إعلامياً أو الصحة أو التجارة أو أي وزارة تمني النفس بها، ولكن كانت تعيش في تلك الأحلام الوردية، ولكنها لم تصدق أن مقدراتها لم تؤهلها لبلوغ تلك المناصب، وعادت إلى أسلوب الشتائم من جديد عسى ولعل أن تجد لها مقعداً في القطار الذي بدا يتحرك من محطته الأولى، ولكن قبل أن يتعداها أسرعت الجهات المسؤولة وقطعت لها تذكرة في العربة الأخيرة، فتمسكت بها بعد أن كانت قاب قوسين أن يغادرها القطار نهائياً، فجاءت البرلمان عسى ولعل أن يكون صوتها مسموعاً، فبدأت أول جلسة وظن رئيس البرلمان البروفيسور “إبراهيم أحمد عمر”، أن القبة فيها فكي فمنحها الفرصة ويا ليته لم يمنحها، فتحدثت حديث الطير في الباقير، وضجت القاعة وربما ندم الشيخ “إبراهيم” على تلك الفرصة، ومن وقتها لم نسمع لها صوتاً إلا عبر الأسافير وفي مقاطع ليس فيها أي نوع من الأدب ولا الاحترام لمشاعر الذين يرغبون في سماع صوتها، ولكن هراء وغثاء وفقاقيع لا فائدة منها حتى المؤتمر الوطني الذي جعل لها قيمة وأعطاها هذا الزخم، فبعد أن كانت نكرة أصبح لها صيت ومعجبين ليس لأن ما تقدمه فيه فائدة ولكن بغرض التلذذ في شتيمة المعارضة أو شتيمة الإنقاذ بعد أن فقدت الموقع الذي كانت تحلم به بعد أن عشمها المؤتمر الوطني في منحها وزارة اتحادية أو موقعاً رفيعاً في حكومة الوفاق الوطني “فتراجي” من المفترض أن تمنح تأشيرة مغادرة نهائية من البرلمان منذ أن غادرت مغاضبة البلاد، وبدأت ترسل شتائمها عبر الوسائط الإعلامية لقد تأخر البرلمان كثيراً في إسقاط عضويتها وما كان له أن ينتظر كل تلك الفترة حتى يدرس وجودها من عدمه، فالمؤتمر الوطني ظل يصنع في نمور من ورق، وما إن تحس تلك النمور بأنها وصلت إلى مبتغاها تحاول أن تنقض على من صنعها، “فتراجي” من أمثال أولئك، ولكن المؤتمر الوطني لم يتعظ من أمثال “تراجي” وغيرها الذين حاولوا أن يصعدوا على أكتاف الآخرين ويا ريت “تراجي” كان قدمت للوطن شيئاً حتى يقف الجميع إلى جانبها ولكنها كانت تنظر إلى مصالحها الشخصية، وعندما تضاربت تلك المصالح حاولت أن تهد المعبد على الجميع، فلتذهب غير مأسوفٍ عليها.