ولنا رأي

خذوا العبرة من سلطنة عُمان

احتفلت سفارة سلطنة عُمان بالخرطوم، الأيام الماضية بالعيد الوطني وفاتتنا المشاركة بسبب السفر خارج ولاية الخرطوم، رغم الدعوة التي قدمت لنا من قبل السيد السفير، وما يعجبني في السلطنة إدارة السُلطان “قابوس بن سعيد” حكم البلاد الذي تربع عليه لعشرات السنين، دون أن نسمع له صوتاً معارضاً أو تدخله في شؤون دولة أخرى، ولذلك ظلت السلطنة تعيش في أمن واستقرار طوال حُكم السُلطان “قابوس” بل يعد الريال العُماني من اقوى العُملات الأولى أو الثانية في المنطقة العربية، وهذا بفضل السياسة الحكيمة التي انتهجها السُلطان خلال فترة حكمه، عكس بعض الحُكام الذين بددوا خيرات بلادهم وجعلوها فشخرة، وما الراحل “القذافي” ببعيد مننا، فقد حباه الله بمال وثروات، من المفترض أن توظف لخدمة شعبه، ولكن أراد أن يكون الرجل الأول في أفريقيا، كما الحُكام الآخرين، فبدد مال ليبيا في الصراعات مع الدول الشقيقة، التي كان عليه أن يستفيد في بناء علاقات متينة معها، ولكن وظفها في شراء السلاح ليكون أبناء الوطن الواحد في صراع مستمر كما حدث في السودان، فقد وهب مال ليبيا إلى حركات مسلحة عملت على الدمار والخراب في أوطانها بدلاً من البناء والإعمار أو توظيفها لشعبه وإنقاذه من الأمية والجهل والفقر، ولكن الرئيس الراحل “القذافي” أجج الصراع في المنطقة فبدلاً من الإصلاح والعمل على خدمة العباد والبلاد عمل على مصلحته الشخصية حتى يكون الزعيم العربي الأوحد، فلم تسلم منه أي دولة في المنطقة، السودان أو مصر أو تشاد فكل المنطقة اكتوت بناره وفي النهاية لم يجد من يقف إلى جانبه، حتى شعبه الذي انتفض عليه وأذله ذلة لم تحدث لأي حاكم عربي، فسلطنة عُمان وحاكمها خيراً فعل في تنمية بلاده وساهم في نهضتها واستقرارها ولا ندري لماذا تتدخل تلك الحكومات في شؤون الدول الأخرى لماذا لا توظف جهودها في بناء أوطانها؟ لماذا تريد أن تتمدد على حساب الآخرين؟ وحتى الدول الكبرى مثل الولايات المتحدة الأمريكية التي تحاول أن تحشر أنفها في كل شئ مع الدول الأخرى فماذا جنى السودان حتى تتدخل في شؤونه الداخلية، لماذا تفرض الوصايا عليه لماذا تريد أن تغير الأنظمة المستقرة؟ لماذا لا يكون دعمها في محاربة الجهل والمرض والفقر بدلاً من الوصايا، دعوا الشعوب تعيش حياتها بنفسها بدلاً من تلك التدخلات التي تضر أكثر مما تصلح، إن الدمار والخراب الذي نشهده يومياً بالمنطقة العربية والأسلحة المستخدمة فيه كان من المفترض أن توظف تلك الأموال لمحو الأمية من تلك البلدان بدلاً من هذا الدمار وضياع الأنفس البشرية، فلماذا لا يحدث مثل هذا الدمار أو الخراب في الدول الأوربية أو حتى أمريكا نفسها لماذا تريد أمريكا أن تكون تزعزع استقرار البلدان الصغيرة أو التي في حاجة إلى العون والمساعدة؟ لماذا لات دعمها بدلاً من تدميرها؟ لماذا لا تقف إلى جانبها حتى يستوي عودها بدلاً من اقتلاع جذورها؟ إن محاولة الوصايا على الدول لن يجدي فلابد أن يأتي يوم لتشق تلك الدول عصا الطاعة أن كانت هناك طاعة فعلاً عليها ولذلك يعجبني النهج الذي استخدمه السُلطان “قابوس بن سعيد” في بناء وطنه حتى المشاركات في القمم العربية أو غيرها يرسل إما وزير الخارجية أو السفير أو من ينوب عن الدولة، ولم نلحظه طوال الأعوام السابقة مشاركاً في أي منها، وهذا ما ميزها عن سائر البلاد، نتقدم للسيد السفير وشعب السلطنة بأثر رجعي التهنئة بالعيد الوطني، وأدام على سُلطانها موفور الصحة والعافية، وعلى البلاد بالأمن والاستقرار.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية