سيارات بدون قطع غيار!!
انتعش سوق السيارات بالبلاد وعلى الرغم من التكلفة العالية لشراء السيارات، ولكن العديد من الشركات الخاصة درجت على الشراء سواء عن طريق الأقساط أو الكاش، ولكن هناك عدداً من مستوردي السيارات لا يضعون في الحسبان قطع الغيار، فالمهم يستوردون السيارات بكميات كبيرة، ولكن إذا تعرضت السيارة إلى أي حادث – لا قدر الله – وحاول الزبون أن يحصل على قطع الغيار فلن يجدها، وهذا ربما يفقد الجهات المستوردة المصداقية في عملية البيع. حدثني أحد الأشخاص عبر رسالة بعث بها إلىَّ يقول إنه اشترى أربع سيارات من جهة تقوم بعمليات البيع للزبائن، وهذه الجهة لها سمعتها وتاريخها في مجال بيع السيارات، ولكن لم يمضِ شهر أو شهرين تعطلت السيارة الأولى، فسحبها إلى الشركة لصيانتها، ولكن الجهة المسؤولة عن الصيانة طلبت منه تركها ريثما يتم طلب الاسبير من الجهة التي تم استيراد السيارة منها، وقبل أن تحصل السيارة على قطع الغيار تعطلت الثانية فحملت إلى الورشة، لاحظوا أن الفترة التي تم فيها الشراء وفترة العطل لم تستغرق بضعة شهور وأحيلت السيارة إلى ورشة جهة الشراء، ولم يمضِ شهر على إدخال العربتين الأولى والثانية، فإذا بالعربة الثالثة تتعطل وتلحق بأخواتها الاثنين ثم لحقت بهم الرابعة، فهذه سيارات يتم استيرادها قبل أن يوفر لها قطع الغيار، فمن المسؤول عن هذا الخراب وعن ضياع أموال الناس؟ الإنسان دائماً يحرص على شراء عربة جديدة حتى يضمن استمرارها لأطول فترة قبل أن يصابها العطل، فالجهات التي تستورد السيارات لم “تنجض” عملها، فمن الأوفق إذا أقدمت جهة على استيراد سيارات بكميات كبيرة، من المفترض أولاً أن تتأكد من تدفق الاسبير من الجهة التي يتم الاستيراد منها، ومن ثم يمكن أن تكون هناك جهة تعمل على تأهيل وتدريب “الميكانيكيا” على نوع السيارة حتى لا يحدث التخبط في الإصلاح، وكم من عربة أدى “الميكانيكيا” إلى خرابها بدلاً من إصلاحها، ودائماً نكتشف أن هناك “جربندية” في مجال إصلاح السيارات ومدعين المعرفة يقول ليك: (نشتغل إصلحت إصلحت.. ما إصلحت يكون الواحد عرف شئ) ولكن التخبط يؤدي إلى عدم الثقة بين صاحب العربة والميكانيكي، ولذلك لم نجد أصحاب خبرة كثيرين في هذا المجال، ولذلك من المفترض أن تتأكد الجهة التي تقوم باستيراد السيارات من وجود قطع غيار لهذه السيارات مع وجود أصحاب خبرة في عملية الصيانة، وسبق أن تحدثنا عن سيارات التاتا الهندية التي استوردتها هيئة الصناعات الصغيرة وقدمتها إلى المواطنين بالأقساط، ولكن لم يمض على العربة عام فإذا بها تصبح خُردة والسبب انعدام الاسبيرات أو قطع الغيار، إضافة إلى عدم وجود مختصين في هذا النوع من السيارات يقومون بصيانتها وأن أجريت الصيانة في شهر فقبل أن يكتمل الشهر الثاني تجدها بركت، ولذلك خسر الكثيرون أموالهم في هذا النوع فكان لابد من وجود مختصين يغادرون إلى الهند للحصول على قطع الغيار الممتازة وليس الفالصوا، مع أخذ عدد من الميكانيكية الهنود الذين لديهم خبرة في مثل هذه السيارات لتدريب أولادنا وتكون هناك ورش بعينها لعملية الإصلاح، ولذلك أصبح عسير على الإنسان أن يأخذ سيارة من جهة غير معلومة أو ليست لها خبرة أو معرفة طويلة في هذا النوع فالمشكلة التي واجهت الدولة الفترة الماضية وربطت الاستيراد بالموديل لتقليل الصرف على الاسبيرات، لذلك هذه الجهة التي تقدم لنا صاحب الرسالة بعدم توفر قطع الغيار لسياراتها من المفترض أن تعالج الأمر لمصلحتها والحفاظ على سمعتها والحفاظ على زبائنها.